عبد الرسول الاسدي
قبل بضعة اعوام كتب داهم القحطاني مقالا في صحيفة الشرق القطرية مقالا بعنوان ( زمن البركر الامريكي انتهى ) تناول فيها سقوط وهم دولة الحلم الامريكية التي حاول الاعلام الهوليودي تصديرها الى الشباب العربي الذي استولى عليه الهوس بذلك الحلم قبل عقدين او ثلاثة من الزمن . فاليوم هو غير الامس ولم تعد تلك البهرجة الامريكية المزيفة تنال اعجاب الشباب العربي الذي بدا يشعر اكثر من اي وقت مضى بعمق الانتماء الى الهوية .
تذكرت زمن البركر بعد عملية انفجار اجهزة البيدجر في لبنان والتي ادت لاستشهاد مدنيين بينهم طفلة واصابة مئات اخرين في عملية يمكن اعتبارها ارهابية بامتياز يقف ورائها الكيان الصهيوني واجهزة الموساد .
واذا كان اللاعب الامريكي يحاول الايحاء بكل الوسائل انه يضغط على تل ابيب اسوة ببقية دول المنطقة ومنها لبنان لمنع توسيع الحرب في المنطقة ، فعلى ما يبدو ان ما حصل يضرب الحائط بكل المحاولات الامريكية ان صحت ويضع حكومة نتنياهو في طليعة المستهترين بالقرار الامريكي مهما كان متحيزا بالضد من العرب والمسلمين لصالح الكيان الصهيوني .
فامريكا اليوم هي غيرها بالامس ومثلما بدا العرب يتسلحون بالايمان بقضاياهم وقدراتهم الذاتية وقدرتهم على صناعة مجتمعات تعتز بانتمائها وتدافع عن قضاياها بدون وصاية امريكية فان اقرب حلفائها ممثلا بالكيان الصهيوني هو الاخر بدا يتنصل من الضغوط الامريكية ويحاول ان يصول ويجول بدون وصاية ولا اعتراف بدور مؤثر للبيت الابيض .
ان عملية البيدجر الاخيرة والتي تعتبر عدوانا سافرا على مجمل الشعب اللبناني تعكس النهج الوقح لحكومة اليمين المتشدد ورغبته المتعطشة للدماء في توسعة دائرة الحرب الى ما لانهاية لتتمكن من البقاء على سدة السلطة اطول وقت ممكن غير عابئة بقرارات المحكمة الدولية او مجلس الامن .
امريكا اليوم هي الاضعف منذ عقد الستينات فلا هي احرزت نصرا في افغانستان ولا حسمت حرب روسيا لصالح اوكرانيا ولا استطاعت ان تخرج من العراق منتصرة وقطعا لن تملك القرار الحاسم لا في غزة ولا لبنان ولا غيرها لان كل الادلة تقول ان زمن البركر انتهى !