عبد الرسول الاسدي
كلمة حق لا يراد بها إلا الحق ومع أنها كانت هامشية ولم تتضمن ويلا وثبورا لإسرائيل فانها أسهمت برفع حالة الحنق الصهيوني الى الدرجة التي شنت بها هجوما لافتا وغير مسبوق على الأمم المتحدة وأمينها العام انطونيو غوتيريش.
ولعل من اللافت للنظر أن الهجوم على المنظمة الدولية وأمينها العام جاء بسبب تصريحات شخصية له وليس لمنهج الأمم المتحدة أو طريقة تعاطيها مع الأزمة ( مع العلم ان طريقة التعاطي خجولة ومواقفها مؤسفة مع فلسطين وغزة).
في المحصلة الهجوم الصهيوني الذي يشن على الأمين العام للأمم المتحدة غير مسبوق بالمرة وجاء على خلفية تصريح قصير قال فيه أن حماس لم تظهر من العدم وهو ما يعني انها نتاج للإحتلال والتعسف وغياب البوصلة الواقعية لكيفية إحلال السلام وصناعة الأمن لهذا فهي مثل أي حركة تحرر في العالم تنطلق لكي تتحرر الشعوب من طغيان الإحتلال .
فالسعيد من اكتفى بغيره والمنظمة الدولية لم تحرك ساكنا إزاء الكثير من القضايا الدولية الشائكة التي كان يفترض بها أن تتخذ مواقف بشأنها وكانت تولي الأمور الأهمية القصوى بالتعليق عليها وبيان الرأي وربما أنها كثيرا ما كانت تتحيز حتى حيال الآراء التي يجب ان تطرح .
إسرائيل في طليعة من إستفاد من سبات المنظمة الأممية وصمتها عن الجرائم الصهيونية وهذا التصريح لغوتيريش أثار كل هذا الغضب الإسرائيلي لأنه شكل صدمة مريعة لان تغيير خريطة المواقف قد يغير النتائج على الأرض ايضا .
هذا الموقف الاخير لإسرائيل سيجعلها مفضوحة أكثر في عيون العالم الذي لن يصدق أكاذيبها وادعاءاتها وسعيها المجنون لرعاية مصالحها مهما كانت الأثمان باهضة .