خيرة الساكت تونس
يا ذا العيون السّود
يا مفاجأة الحياة
متى ظهرت أزهر الوجود
ابتسمت فانتشى الفؤاد
و انبرى يعزف لحن الخلود
و يوثق الفرح و الذكريات
يا ذا العيون السّود
أريد أن أسجد للمرأة التي أنجبتك
يا ابن الآلهة
يا قبسا من نور يضيء الكون
متى أتيت و كيف ظهرت
دون أن انتبه
سطوت على آخر جرعات التفكير
و نسجت ثوبا للجنون
يا ذا العيون السّود
أجل أنا مجنونة
لحظتني بنظراتك الصاخبة
مزقت كل قيود العقل
و حطمت التريث
قلبت موازيني
و أرسلت بي إلى عالم آخر
تنتفي فيه كل القواعد و القيم
و يسيّره الحب
يا ذا العيون السّود
يا شامخا
يا فارسا يركب الصمت
و يحملني سيفا في خدره
ترجّل
كل حروبك سمعا و طاعة
و كل ابتساماتك دفء و حب
منزلها بقلبي المتيم
يا ذا العيون السود
أما آن لك ان ترأف بأوتاري
كفى عزفا
كفى
كفى ضحكا
كفى
و قبلني
قبلني إلى أن تغيب الشمس فوق شفاهنا
عانقني
عانقني حتى يبتسم الشفق الأحمر
و يحسدنا
يدبر لنا مكيدة لكي نتوقف
فنضحك بصوت عال
و نعود من جديد إلى قبلتنا
يا ذا العيون السود
لحظة واحدة فقط
أتناول جرعة من الزرنيخ
و أركب الجواد أمامك
يركض بنا
نحو تاريخ عريق عبق بالفكر و الانسان
ألجه وقد ارتخيت بين أحضانك
دون أن أكون قد توفيت