كريم هاشم العبودي
الفراق صعب جداً .. وذلك لأنه من المؤلم أن تفارق روحاً كانت جزءاً منك، دون أن تحزن ودون أن تتألم .. لذلك لا يوجد أصعب من فراق الأحبة.. يرحلوا ويتركوا في القلب ندبات .. لا يزول أثرها حتى وإن توالت الأيام ومرت السنون.. بدونهم يبكي القلب .. ويجف بكاء العين .. فما أصعب ذلك حين تبحث عن مدامعك فلا تجدها!
السؤال هنا : من ترك في حياتك جرحا لا يندمل .. وما أجمل ذكرياتك معه ..
في هذا الاستطلاع .. التقينا نخبة متنوعة من الطيف العراقي .. لنتعرف على رأيهم .. واليكم ما قالوا عبر السطور ادناه :
اول المتحدثين كان الاعلامي عادل البكري .. الذي اكتفى بتوجيه هذه الرسالة إلى فقيده وبسمة ايامه ولده : ولدي الحبيب ..
ما أصعبَ فراقكَ! لقد تركتَ فراغاً كبيراً، لم يستطع أحد أن يملأه ولن يستطيع أبدا، كنت اليد الحانية والقلب الرؤوف، اللذان يملآن الدنيا بهجة وسعادة، وفجأة ودون سابق إنذار، رحلت دون كلمة وداع، دون عناق، دون نظرتك العطوفة . أفتقدك جداً، وقلبي مليء بالأسى على فراقك، ضحكاتك مازلت أسمعها يتردّد صداها في كل مكان، وحتى صوتك يُخيّل إليّ أنني أسمعه، فألتفتُ باتجاهه بلهفة كبيرة لكن للأسف لا أحد هناك. الفراق صعب ومؤلم خاصّة أنّني لم أركَ في أيّامك الأخيرة ،والتي لاتزال غصّة في قلبي حتى الآن وتمنّيتُ لو أنّني لم أفارقك ولو للحظة واحدة، أشعر بالحرمان يتخبطني من كل جانب ذكراكَ في مخيلتي المشتتة، ومشاعري المضطربة، وأشعر بفوضوية كبيرة أحياناً، لكني أدعو الله أن يتغمدك برحمته، وأن يُؤنس وحشة قبرك وأن يكون نوراً مضيئاً ساطعاً عسى أن يكون اللّقاء قريباً . الفقيد ابني روحي وقطعة من كبدي بل هو كلي له من الذكريات ما لا تعد ولا تحصى من كلمات وحركات وضحكات ومحطات مضيئة فلا استطيع اجمالها إلا أن أقول قد أخذ تأريخ حياتي ..
اتذكر ترنيمات والدتي
اما متحدثنا عبد الله هاشم العلياوي .. فقال بان أوجع فراق له هو فقدانه اخيه ( كامل
) .. ووالدته ( ام لطيف ) .. وغالبا من يتذكر عبدالله اجمل ذكرياته معهم لا سيما والدته يوم كان طفلا صغيرا .. وكيف كانت تحميه .. وترعاه .. وتسمعه احلى ترنيمات الامومة ..
القلب كان ملكا لهم
ويضيف عبد الله : الفراق حديثه الصمت وعندما يفيض بنا يكون لسانه الدموع لا ندرى أنبكى عليهم أم نبكى على أنفسنا .. القلب كان ملكاً لهم هم .. ولكن عند فراقهم أصبح القلب فارغاً باهتاً .. كأنما هو متعلق بهم وحدهم .. وكأن الأرواح كانت متصلة بحبل من الوداد فانقطع ذاك الحبل فجأة .. فتمزقت قطعة من روحك فتتقيد بألم كبير وحزن لا يفارقك أبداً حتى وإن تظاهرت بعكس ذلك..
قسوة الرحيل ..
اما الاعلامي القدير كامل الكعبي .. فقد عبر هو الاخر عن رأيه بهذا الموضوع فقال :
اعتقد بان فراق الاحبة موضوع فيه الكثير من الالم والاسى والحرقة بسبب فقدانهم ،واخطر هذه الفراغات هو رحيل الابناء التي تولد اذى وخطر قاتل قد يؤد بابائهم بالموت بسبب فراقهم المؤلم .. وتعلقهم بهم .. مثل فراق الولد الذي يسبب حزنا لا يطاق .. وربما قد تودي للموت .. بسبب تقطع شرايين قلوب ابائهم والتي تسمى ب(النياط) .. وهي ارق الشرايين في قلب الانسان ،كذلك فقدان الاحبة من الازواج لزوجاتهم والعكس صحيح .. مما يولد الكثير من الاذى النفسي والالم جراء فقدان من نحب .. لا سيما بعد عشرة طيبة امتدت سنوات ..
فقدان الحبيب
ويضيف الكعبي : وهناك نوح خاص من فقدان الاحبة مثل فقدان الاحبة بسب رحيلهم .. او خلافات لاسباب معينة .. مما يترك اثرا نفسيا .. ومعنويا .. لدى كافة الاطراف .. فعموما .. فقدان الاحبة .. فيه اذى وحرمان قاس .. واحيانا قاتل !!
مرارة فقدان ست الحبايب
وللصحفية ضمياء العزاوي .. جرحا لا يندمل .. الا وهو فراق والدتها .. بسمة ايامها .. واحلى ذكرياتها .. لنقرأ عبر السطور ادناه ما قالته العزاوي : لم يكن رحيل امي مؤلماً فحسب ، بل استأصل جزءاً من قلبي وهناك زاوية من حياتي انطفأت تماماً وإلى الأبد .. اللهم أعطني صبرا على حياة تمر وهي خالية من امي صبرا على الحنين إليها صبرا على ذلك الشوق المنهك اللهم ارحم امي الحبيبة واغفر لها .. منذ وفاة امي نعم أصبحت انا بخير .. لكن فقط من الخارج اتقاسم مُر رحيلها في داخلي .. وابكي بصمت .. وابتسم مع الاصدقاء .. لكن الدموع في عيوني .. دمت برحمة الله يا امِي .. رحلت امي وجاءت المواقف برسالة مبطنة محتواها .. لا مجال للضعف .. فقد رحلت الأعمق حبا والأصدق قولا والأكثر خوفا وحرصا .. اللهم ارحم أمي .. واغفر لها يارب العالمين • منذ وفاة الغالية عندما ارى شخص يضحك مع أمه أو يحادثها أو يكتب عنها ادعي الله بقلبي يارب لا تذيقهم مرارة فقد الأم .. انا لا زلت أتذكر تلك الرجفة التي هزت قاع قلبي حين سمعت خبر وفاة فقيدتي وهذا ما يؤلمني لاني كنت بعيدة عنها ..
غابت شمسي .. حين غابت رفيقة دربي
اما ألشيخ حاتم الزبيدي .. ابو عدي / احد مشايخ عشيرة الزبيد .. فقد تحدث بألم بالغ عن غياب الاحبة .. وتذكر رفيقة دربه .. وام اولاده زوجته ( الله يرحمها ) .. حيث تراه يقول : غابت شمسي حين غابت رفيقة دربي ..عن سمائي .. وسماء العائلة .. فأصبح الكون كله من دون طعم .. اجلس في غرفتي .. اتذكر جلستها .. اتذكر .. بسماتها الحلوة .. رغم جرحها البليغ .. المؤلم الذي لا يتحمله بشر والله .. صار البيت من دون أيّ ألوان وملامح أو أصوات، لم يعد سوى صدى صوت ام عدي .. يرن .. في أذانِنا، لم نعد نرى سوى صورها ، لم نعد نتذكّر سواها، لم نعد نتذكر سوى نظرات عينيها الجميلة .. عند لحظات الوداع . لم تكون ام عدي في حياتنا شيئاً عابراً .. ولم تكن حلماً عابراً، كانت بهجة للروح للعائلة .. عندما تفقد بهجتها .. كانت تعيدنا للحياة من جديد .. وتجعلنا .. في أعلى قمم السعادة .. أفنت عمرها .. لاجلي .. ولاجل اولادها .. وبناتها النقيات .. العفيفات .. فكيف لنا أن نتحمل رحيلها المؤلم ؟!