من بين الأغاني التي تحمل قصة مؤثرة وتاريخاً خاصاً في حياة فيروز، تأتي أغنية «كيفك أنت» التي كتبها ولحنها ابنها زياد الرحباني. بدأت قصة أغنية «كيفك أنت» عندما قرر زياد الرحباني الهجرة من لبنان للزواج بحبيبته دلال كرم. ترك زياد لبنان، دون أن يُبلغ أحدا عن موعد عودته، ما أثار قلق والدته فيروز.وبعد فترة من الزمن، عاد زياد إلى لبنان بشكل مفاجئ، وفي أحد الأيام التقى والدته فيروز بالصدفة. وعندما رأته، سألت بحنان ودهشة: «كيفك أنت؟ عم بيقولوا صار عندك ولاد؟ أنا والله كنت مفكرتك براة البلاد». من هذا الحوار العفوي والمفعم بالمشاعر، ولدت فكرة أغنية «كيفك أنت».كتب زياد كلمات الأغنية مستوحاة من حديثه مع والدته فيروز، وعرضها عليها، لكنه واجه تحديا كبيرا في إقناعها بأدائها. ففي إحدى زياراته إلى منزل فيروز، أحضر زياد شريطا يحتوي على الأغنية بصوته، وطلب منها أن تستمع إليها. ورغم أن فيروز كانت مترددة في البداية، حيث قالت إنها ستستمع للأغنية «عندما تأتي الكهرباء»، أصر زياد على أن تستمع إليها في وجوده حتى يوضح لها الكلمات. بعد سماعها، سألت فيروز زياد قائلة: «هيدي شو بدنا نعمل فيها؟» معبرة عن دهشتها من الكلمات، وخصوصا عبارة «ملا أنت».
ترك زياد الأغنية لفيروز لتقرر بشأنها، ولكنها استغرقت أربع سنوات قبل أن توافق أخيرا على غنائها. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أغنية «كيفك أنت» واحدة من الأغاني الخالدة التي يتذكرها جمهور فيروز دائما.