كريم هاشم العبودي
تمر علينا هذه الايام .. الذكرى ال ١٥٤ لتأسيس الصحافة العراقية التي ابتدأت بصدور صحيفة الزوراء عام ١٨٦٩ ، محطتنا الاولى كانت مع الاستاذ مؤيد اللامي / نقيب الصحفيين العراقيين .. فقد عبر عن سعادته بهذه المناسبة المباركة ..
وقال .. بان كل املنا ان تهتم الدولة اكثر .. واكبر بواقع بعض الصحفيين العراقيين .. الذين عبروا حقولا من الالغام كي ينتخبوا هذه الحكومة .. والحكومات السابقة .. مضيفا بان نقابة الصحفيين العراقيين .. عملت وما زالت على تحسين واقع الصحفي العراقي .. من خلال تحسين وضعه المعاشي ..

صوت العراق الخالد
وتابع اللامي : في هذه المناسبة لا بد لنا ان نستذكر بشرف كل الاساتذة والرواد الذين سبقونا لتبوأ هذا المنصب .. بدأ من صوت العراق الخالد الجواهري .. وامير الحسون .. وشهاب التميمي .. رحمهم الله .. والذين رسموا بشرف عراقي .. سفر العراق الخالد .. وجعلوا من الصحافة العراقية .. كقلعة من قلاع الدفاع عن الحقوق والحريات في العراق .. مؤكدا بان تاريخ الصحافة العراقية لم يصنعه الصحفيون فحسب .. ولكن صنعه معهم كل العراقيين الانقياء .. والاقلام الشريفة البعيدة كل البعد من التحزب والطائفية ..

صحافة بعيدة عن الاسفاف .. والتهريج
واختتم اللامي حديثه بالقول : هكذا بقيت رسالة من أسسوا وساهموا .. ومن ناضلوا من أجل تأسيس الصحافة العراقية النزيهة .. الحرة .. البعيدة عن الاسفاف .. والتهريج .. والقريبة من هموم الوطن والمواطن العراقي .. فلا بد لنا جميعًا ان نقول .. إن الحرية والتنوع .. هما روح هذه المهنة .. وشريان حياتها النابض .. ومصدر قوتها .. ولهذا تبقى الصحافة العراقية .. ملاذا امنا .. لكل الشرفاء في بلد ما بين النهرين .. العراقية في الخامس عشر من حزيران من كل عام باعتبار ان هذا التأريخ هو ولادة اقدم جريدة عراقية وهي صحيفة الزوراء التي صدرت في مثل هذا التاريخ من عام 1869 .

نشأة الصحافة العراقية
ولتسليط الضوء على نشأة وتكوين الصحافة العراقية .. لابد من الوقوف عند هذا التاريخ والبحث في حيثيات هذا الوليد وفي هذا الظرف الذي مر به العراق آنذاك حيث السيطرة العثمانية على البلاد واستشراء الامية بين أبنائه وحالة الفقر والحرمان الموغلة في اغلب طبقات المجتمع العراقي انذاك ..

قصة مطبعة مدحت باشا
متحدثنا الاخر كان الاستاذ عبد الرسول زيارة الاسدي / رئيس مؤسسة الشرق للصحافة والاعلام .. حيث قدم لنا نبذة مختصرة .. عن تاريخ الصحافة العراقية ..
يقول زيارة : تبدأ قصة الصحافة العراقية مع تعيين الوالي مدحت باشا على العراق .. حيث جلب معه مطبعة من باريس واصبحت تطبع فيها الجريدة ، ثم أسس بعدها مدرسة صناعية في بغداد ، وكان من بين أهدافها سد حاجة المطبعة إلى العمال الفنيين والمرتبين .. وكان الهدف الأساسي للجريدة هو إعادة الثقة المفتقدة ما بين المواطن والسلطة.. ويشكل ظهور هذه الجريدة علامة تحول بارزة وانعطافه للتحول إلى الحياة الحضارية والتقدم الذي كان يتسارع في العالم..

قصة الشاعر جميل صدقي الزهاوي ..
ويضيف : كلنا يعلم بأن .. بان الصحافة العراقية .. فتحت عينيها .. على جريدة الزوراء .. التي أسسها الراحل الخالد .. الكاتب أحمد مدحت أفندي .. وهو في الوقت نفسه أول من تولى رئاسة التحرير فيها .. تولاها بعده عزت الفاروقي وأحمد الشاوي البغدادي وطه الشواف ومحمد شكري الآلوسي وعبد المجيد الشاوي وجميل صدقي الزهاوي ..
وهذه رسالة التاريخ لنا تقول إن الصحافة العراقية .. باقية بقدرتها على نشر الوعي والمعرفة .. وأن تكون دائمًا صوتًا لشرفاء العراق ..
فكل الاحترام والاجلال .. لمؤسسي الصحافة العراقية .. العظام.. الذين حملوا راية الدفاع عن الصحافة .. وحموا استقلالها .. وناضلوا من أجل حقوق الصحفيين، وتحية لتاريخ وطني شارك الصحفيون العراقيون جميعًا في صنعه .. وتحية لكل صحفية وصحفي ما زالوا يحلمون بصحافة على قدرنا جميعًا، صحافة على قدر الوطن والمواطنين ..

تحسين واقع الصحفي العراقي ..
وهنا تدخل الاعلامي والباحث التراثي .. ابن محلة الشواكة كاظم الوائلي .. ليضيف عن عشقه ..بهذ المناسبة الخالدة .. بهذه الكلمات :
اولا كل التهاني والتبريكات للاسرة الصحفية بعيدها الاغر .. وثانيا .. بان الصحافة العراقية جعلها والي بغداد وهو من سلطنة الدولة العثمانية حيث خضع العراق لحوالي 400 سنة من الحكم العثماني من عام 1535 وحتى عام 1917 لسان حال الولاية وقد استمرت في الصدور مدة 48 عاماً حتى بلغ مجموع ما صدر منها (2607) اعداد حيث صدر العدد الأخير في 11 / اذار / 1917 وبقيت الجريدة الوحيدة في بغداد حتى صدور الدستور العثماني سنة 1908م حيث ظهرت في العراق عدة صحف باللغة العربية ..
واجمالا فان صورة الصحافة في العهد العثماني الذي سبق اعلان الدستور في عام 1908 قد صورها سليمان البستاني آنذاك تصويرا دقيقا حيث يلخص تلك الحقبة من تاريخ الصحافة تحت هيمنة السلطة العثمانية بقوله «تحولت الصحافة إلى ابواق تمجيد واغوال تهديد يضطرب أصحابها خوفا لكلمة تبدو منهم أو من محرريهم يتأولها اولوا الامر على غير ما ارادته الجريدة ..
ابعاد المتسلقين على السلطة الرابعة
اما النائب السابق في مجلس النواب العراقي .. حاكم الزاملي .. فقد عبر عن رأيه في هذه المناسبة قائلا : يجب ان يستمر صوت الصحفي صادحاً بالحق ورافعاً لراية الاصلاح وكشف الفساد وإبعاد بعض المتسلقين على السلطة الرابعة .. والمؤسسات الاعلامية بمختلف مسمياتها !!

اثبات الكلمة الصادقة
ويضيف الزاملي : قدمت الصحافة العراقية الكثير من الدماء والتضحيات من شهداء وجرحى ومعتقلين ومهجرين من اجل اثبات الكلمة الصادقة ومن اجل راية ( الاصلاح ) .. مما يدعو .. الجهات المعنية لايلاء اهتماء كبير لرعاية عوائلهم ونيل حقوقهم ..

صوتا ناصعا بالحق
ويستدرك الزاملي بالقول : لذلك نأمل ان يستمر صوت الصحافيين صوتاً ناصعاً وصادحاً بالحق ورافعاً لراية الاصلاح .. ومناهضة الفساد والانحراف والتسلط والظلم وان يقف مع المظلومين اينما كانوا .. وان يتم ابعاد بعض المتسلقين والمطبلين للفاسدين .. وابواق الطارئين على شرف السلطة الرابعة .. وان تبقى الصحافة العراقية صحافة المواطن والوطن ..

رحم الله شهداء الصحافة العراقية
وفي هذه المناسبة المباركة .. عبر أبو الشهيد .. القدير جبار اطراد الشمري / نائب رئيس نقابة الصحفيين العراقيين .. بهذه الكلمات :
لمناسبة الذكرى 154 للعيد الوطني للصحافة العراقية ، اهنأ اخوتي وزملائي في المجالين الصحفي والاعلامي متمنيا لهم دوام التوفيق في حرم صاحبة الجلالة .
وابتهل الشمري الى الله ان يرحم كل شهداء وشهيدات العراق .. لا سيما شهداء الصحافة العراقية .. الذين ضحوا بأرواحهم .. من اجل خلق عراق جديد .. يليق بحضارته .. وتاريخه .. كأول بلد علم البشرية .. كيف تكتب الحروف ..

في صهوة صاحبة الجلالة
وعبر الاعلامي القدير محمد جبر .. عن مشاعره بهذه المناسبة .. فتراه يقول : في الذكرى السنوية ليوم الصحافة العراقي اهنئ زميلاتي وزملائي الصحفيين الأفاضل واتمنى لهم مسيرة مهنية موفقة .. وأيضاً لا انسى الشهداء منهم .. والذين وافاهم الأجل وهم في صهوة جواد صاحبة الجلالة .. وبالخصوص الاستاذ الراحل نقيب الصحفيين شهاب التميمي .. والصديق القريب من الروح رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين المرحوم عبد المجيد المحمداوي .. والمرحوم قاسم المالكي .. والمرحوم ناظم العكيلي .. والدكتور الشهيد أبراهيم العيساوي .. والمرحوم كاظم آل مسير .. والشهيدة اطوار بهجت .. والشهيد فراس المعاضيدي .. والكثير من الزملاء الذي يحتاج الكثير ل استذكارهم المغفرة .. والخلود لهم .. وان مابذلوه من اجل الصحافة العراقية .. لم يذهب سدا .. فالزملاء لم يقصروا في عملهم .. وهنا اوقد شموع الاستذكار لهم .. وانا كلي فخر بما قدموه للصحافة العراقية .. اما زملائي الذين ما زالوا يمارسون المهنة .. والعمل الصحفي .. فلهم مني كل التقدير .. والاحترام .. لما يصب في خدمة عراقنا الحبيب .. وشعبه المجاهد ..