كريم هاشم العبودي
تتشح هذه الايام العاصمة بغداد والمحافظات كافة بالأعلام السوداء .. والمواكب .. والشعارات التي تمجد آل البيت النبوي حدادا لذكرى استشهاد الامام الكاظم ( عليه السلام ) .. حيث انتشرت في اغلب شوارعها المواكب والسرادق لاستقبال الزوار احتفاء بهذه المناسبة الاليمة ..
اين الطغاة والظالمين ؟
اول المتحدثين بشان هذه المناسبة الاليمة كان الاستاذ عبد الرسول زيارة الاسدي / رئيس مؤسسة الشرق للصحافة والاعلام .. فقال : سلاما لك .. أيها المظلوم المجاهد المكافح، أيها الإمام العظيم لقد تلحّفت بثوب الشهادة ومضيت إلى الله شهيداً سعيداً فهنيئاً لك في مثواك الشريف الذي ما زال وسيبقى مزاراً لكل المسلمين المؤمنين ، فأين قبور الطغاة الذين صبّوا عليك جام غضبهم وأذاقوك ألوان الأذى والإرهاق .. لقد اندثروا .. كما اندثر غيرهم من الطغاة الظالمين .. وكم وقفت في وجه هارون وكنت من أقوى خصومه تنعى عليه ظلمه وتندد بإسرافه وتبذيره أموال المسلمين على قصوره وخدامه.. أيها الشهيد السعيد شجبت استبداد الظالمين وجورهم وفزت برضاء الله ولم تصانع ولم تخادع .. بل رفعت راية الحق التي رفعها قبلك أبوك وجدك، وهتفت بصوت العدل تريد الخير والسعادة لجميع المسلمين الأحرار. لقد فزت فوزاً كبيراً وبقي اسمك عطراً على ألسن المسلمين المجاهدين ، ولقد خسر خصمك، وبطل سعيه، وأخمد ذكره وبات لعنة تلفظه الأفواه ولا يذكر إلا قرين الخيبة والخسران ، وستبقى أنت كوكب من كواكب الإسلام المشرقة وعلم من أعلام الإنسانية نقف عندك لنأخذ عبرة ونستلهم من مواقفك كل جوانب الخير والحق ، فسلام عليك يابن رسول الله، يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تُبعث حياً ..
طقوس عراقية اصيلة
يتحدث السيد علي الموسوي / صاحب موكب الزهراء عن تلك الشعائر قائلا :
يمتد بعض الطقوس والعادات التي تشكل الهوية الثقافية العراقية الى قرون متعددة ما يكسبها رسوخا وعمقا ويجذرها في التكوين الثقافي العراقي لتصبح جزءا من ثقافة الصورة المرتبطة بالمعتقد الديني ويسهم التكرار والطبيعة الدورية لاستحضارها وتماهيها مع ثقافات اخرى لجماعات قومية او دينية في تشكيل الهوية الوطنية للبلد.
خصوصية عراقية
ويضيف : تلك المواكب وشعائر العزاء وكل الادبيات المرافقة لها تمركزت في اللا شعور الجمعي العراقي (بصرف النظر عن الدين اوالمذهب) وذلك لاعتبارات متعددة يأتي في مقدمتها ان ارض العراق هي المكان الذي جرت عليه هذه الاحداث الحزينة .. ومن هنا فان مراسم العزاء وشعائره ومواكبه وان جرى ما يمثلها في دول المنطقة الا ان لها خصوصية عراقية واضحة ولعل اوضح مثال على ذلك استخدام اللهجة العراقية في الطقوس التي تقام خارج العراق وقد اصبحت مع مرور الزمن من المألوفات في الحياة العراقية يشترك فيها العراقيون من كل الاديان والمذاهب ..
القاب الامام موسى الكاظم (ع)
اما الالقاب التي اطلقت على الامام موسى الكاظم ( عليه السلام ) .. فكانت كثيرة .. وكل لقب كان يدل على بعض مظاهر شخصيته، وجملة من جوانب عظمته ..
الصابر والعبد الصالح
الباحث والاكاديمي القدير سيد ناطق السيد شبر .. تحدث عن هذا الجانب قائلا : كثيرة هي الالقاب التي اطلقت على الامام موسى بن جعفر ( عليه السلام ومنها : الصابر.. لأنه صبر على الآلام والخطوب التي تلقاها من حكام الجور، الذين قابلوه بجميع ألوان الإساءة والمكروه .. والزاهر .. لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء الذي مثل به خلق جده الرسول(صلى اللهعليهو آله).. والعبد الصالح .. لعبادته واجتهاده في الطاعة، حتى صار مضرب المثل في عبادته على مر العصور والأجيال .. وكاظم الغيظ .. ولقب بذلك لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق .. حتى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون كذلك لقب بذو النفس الزكية ، وذلك لصفاء ذاته التي لم تتلوّث بمآثم الحياة ولا بأقذار المادة حتى سمت، وانبتلت عن النظير .. وايضا لقب بباب الحوائج ، وهذا أكثر ألقابه شيوعا ، وأشهرها ذيوعاً وانتشاراً، فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه، ورجع إلى أهله مثلج القلب مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الأيام ..