د . سميرة فياض
قلبي ما سها
ولكنَّ الفِكرَ شابتْ قِواه
وعجزَ أن يتذكَّرَ
منْ أنتَ ومنْ أنا
ومنْ في الْحقيقةِ سِواه؟
حبيبي… يا منْ أنت أنا
يا قدرُ، ما أجمل لقياه!
أأنساكَ
وعطرُكَ مستلقٍ في سرائرِ الأثير
يُوقِظُ الزّهرَ تارةً
ويغفِّي اللُّؤْلؤَ في أصدافِ العبير؟!
أأنساكَ
وكُلِّما تحرَّرتْ يرقاتُ الشَّوْقِ
لِتُحرِقَ ثوبي
وتسرقَني من شرْنقةِ الذِّكريات
أَغدو طَليقًا
وأخالُ حرّيّةً المسافات
وأنا في فضائكَ أَسير؟!
نعم… حبُّكَ
كإِدْمانِ الفراشاتِ على عشقها للنُّور
كلهفةِ الْحزينِ للفرحِ والسُّرور
كالسّجودِ رهبةً أمامَ الْحضرةِ
في الحُجبِ والحضور
أطوفُ… أحلّقُ معانقًا
عبقَ العنبرِ والبخُّور
قَلبِي ما سها
ولكنَّ النَّبْضَ ملّ شهادةً
في شّوقِ حلمٍ قد انتهى
يَرْنّمُ الآهات في ماضي الذّكريات
أرجوك…أرجوك رجاء عابدٍ
عافَ البردَ وتاق عناقَ الدّفى
شَغَفُ الأنينِ في الغُربةِ
آهٍ…كم إشتكى!
والوجدُ صامِتٌ
ما حكى ولا نهى
حازمٌ حقائِبَ الوداع
حاضنٌ رسائِلَ العِشْق
متوسّلٌ حضورَ عطرِكَ
راجٍ علّ وعسَى
فِي غُربةِ الدُّروبِ لا يُثْمِرُ الصّراع
تقسُو القلوبُ بُعدًا وجفا
عِشْقي ما انتَهى غير أنَّ التَّوقَ
خَفتَ فِي انْعِكاسِ أبعادِ المرايا، آهٍ! … وبَكى
عطشُ قِنْدِيلِكَ استَنزفَ العمرَ
حتّى آخرِ قَطرةٍ فِي عُروقي
وما أَجادَ الكفَّ وما ارتوى
قلبي ما جفا
ولكِنَّ الفكرَ عُكّرَ صَفاؤهُ
يوْمَ لحظُكَ حبِيبي عنِّي سها..