عبد الرسول الاسدي
ذات يوم كتب واحد من عرابي الاعلام الامريكي تحت عنوان ( الدولة الحصن ) يقول : ان وظيفة وسائل الاعلام هي نشر تفاصيل مظللة عن الديمقراطية الغامضة !
وعلى هذا المنوال شرعت امريكا في بناء امبراطوريتها الاعلامية للتاثير على المجتمعات وخلق راي عام مضاد لتوجهات الشعوب وارادة الدول وقواعد القانون الدولي وعلى هذا المنوال، كذلك كان ليبمان عميد الصحفيين الامريكان يضع قواعد اللعبة الاعلامية التي امتطاها البيت الابيض في مغامراته العبثية في القرن العشرين للتاثير على القناعات والشعوب والافراد .
واحدة من تلك الادوات الفاشلة هي قناة الحرة والحرة عراق التي اندمجت مؤخرا في خطوة اخرى تؤشر فشلها الكبير في احداث أي تغيير في الراي العام العراقي والعربي على حد سواء .
وقد سبق لنا منذ اعوام ولاكثر من مرة ان نبهنا بل ونددنا بسياسة قناة الحرة عراق واسلوب تغطيتها للوقائع على الارض في العراق وبرامجها الهزيلة التي لم ترتق الى ان تكون مؤثرة لا من قريب ولا من بعيد بالمجتمع العراقي الذي يتابع القنوات المحلية والعربية والجزيرة ويثق بها اكثر من ثقته بقناة امريكية .
وفي عام 2019 كان لنا موقف واضح من الخطوة البائسة التي اتخذتها القناة مع اعلاميين عراقيين في رد فعل على فشلها في ان تبيض صفحة السياسة الامريكية في العراق ، قلنا ان هذه القناة بل قناة الحرة بشكل عام ولدت ميتة وهي لن تؤثر في الجمهور العربي الذي يجد في امريكا عدوة ومحتالة وتلعب على وتر المصالح بعيدا عما تدعيه من شعارات .
دمج الحرة عراق بقناة الحرة لن يغير من الواقع شيئا وسيبقى الوضع على ماهو عليه لان السياسة الخارجية الامريكية في مناصرة الكيان الصهيوني وسلسلة اعتداءاتها على العراق والامة العربية والاسلامية طبعت في الذهن والمخيلة صورة سوداء لا يمكن ان تجملها قناة او تغطيات مشوبة بالتمييز في التعاطي مع الخبر بل في محاولة بائسة لتلميع صورة حكوماتهم المعادية لتطلعات الشعوب والامم .
لقد فشلت الحرة في التاثير في الخارج العربي والعراقي مثلما فشلت مؤسساتهم الاعلامية الكبرى في الداخل الامريكي في التاثير على الطلاب والشباب الذين خرجوا الى الشوارع وفي حرم الجامعات للتنديد بسياسة حكوماتهم القبيحة رغم كل التزييف الاعلامي المقيت .