شعر / عماد الدّين التّونسي
نَجْمٌ أَضَاءَ فِي السَّمَا
بِالصِّدْقِ بِالْطَّاعَاتِ
أَنْوَارُهُ مَنْشُورَةٌ
أُفْقٌ مِنَ الْحَسَنَاتِ
وَ زَكِيَّةٌ أَقْوَالُهُ
دِيوَانُ طُهْرِ الذَّاتِ
مَحْفُوظَةْ طُولَ الْمَدَى
بِالنَّبْضِ بِالنَّظَرَاتِ
وَ لِيَوْمِ حَقٍّ قَدْ أَتَى
بَحْرٌ مِنَ الرَّحَْمَاتِ
الْنَّصْرُ جَاءَ بِفَتْحِهِ
لَا زَيْفَ لَا شُبُهَاتِ
نَهْجٌ أَقَامَهُ وَاضِحًا
فِي نَشْرِ مَا هُوَ آتِ
هَذَا سِرَاجٌ سَاطِعٌ
قَمَرٌ سَرَى بِعِظَاتِ
دَرْبُ أَرَاهُ سَبِيلَنا
حَتَّى يَحِينَ مَمَاتِي
لِلْعَالَمِينَ حَدِيثُهُ
مَنْ ثَارَ بِالسَّاحَاتِ
فَهُوَ السِّرَاطُ وَ حَبْلُهُ
مِنْ بَعْدِ جَمْعِ شَتَاتِي
عِشْقِي لَهُ فِي شَهْقَتِي
شَلَّالُهَا عَبَرَاتِي
وَ الشَّوْقُ حَرْفٌ ، مَسِيرَةْ
أَمْشِيهَا بِالْكَلِمَاتِ
سِيَرُ الْعِظَامِ تَوَارَثَتْ
أَعْظِمْ بِإِرْثِ صِفَاتِ
بَلْ مِنْهُ سِرُّ بَلَاغَةٍ
مِنْ مُنْزِلِ الْآيَاتِ
الْحَمْدُ أَحْمَدُهٌ نِدَا
خَمْسٌ تُتِمُّ صَلَاتِي
بُشْرَى تَعُمّْ دِيَارَنَا
مِنْ بَعْدِ وَأْدِ بَنَاتِ
عَنْ عَنْجَهِيَّةِ عُصْبَةٍ
دَاسَتْ عَلَى الْخُطُوَاتِ
وَ تَلَوَّنَتْ حِرْبَاءَةٌ
فِي مَأْتَمِ الْعَثَرَاتِ
دَسَّتْ سُمُومَ بَلَائِهَا
فِي جُرْعَةِ النَّكَبَاتِ
قَانُونُهَا فِي سَوْطِهَا
حُكْمٌ وَ بِالْعَادَاتِ
عَهْدٌ وَ دَامَ بِلَيْلِهِ
أُسْطُورَةُ الظُّلُمَاتِ
الْعَيْنُ دَمْعُ كَرَامَةٍ
فِي سَطْوَةِ الْغَابَاتِ
وَ الْشِينُ شَكْوَةُ صَابِرٍ
جَلِدٌ عَلَى الْعَطَشَاتِ
وَ النُّونُ نَارُ رِوَايَةٍ
لَهَبٌ مِنَ الْكَرَبَاتِ
تَحْكِي بِصَمْتٍ حَكْيُهَا
قَدْ زَادَ فِي الْآهَاتِ
عَنْ فِتْرَةِ عٌنْوَانُهَا
كَمٌّ مِنَ الزَلَّاتِ
وَ الْعَبْدُ نَظْرَتُهُ أَسَى
إِسْوَدَّ بِالدَّرَكَاتِ
وَالْحُرُّ حَارَ دَلِيلُهُ
الْمَاتُ بِالْحَسَرَاتِ
مَنْ فَرْعَنُوا قَارُونُهُمْ
بِرَكٌ مِنَ الْوَيْلَاتِِ
حَتَّى وَ مَا حَتَّى إِذَا
مَا رَفْرَفَتْ رَايَاتِي
بِرِسَالَةِ لِبِدَايَةٍ
مَحْمُودَةِ الْبَرَكَاتِ
مَنْ قَامَ يَدْعُو وَحْدَهُ
فِي قُدْرَةٍ وَ ثَبَاتِ
هَذَا الْبَشِيرُ رَسُولُنَا
هُوَ رَحْمَةُ الْأَوْقَاتِ
هُوَ أُمَّةْ فِي إِسْمِهِ
آلٌ وَ لِلسَّادَاتِ
الْمُصْطَفَى مِعْرَاجُهُ
أُعْجُوبَةُ الدَّرَجَاتِ
حَيْثُ الْمَعَالِي سَكْنُهٌ روضه
يَجْنِي هُدَى الدَّعَوَاتِ
وَ اَنَا الْمُتَيَّمُ قِبْلَتِي
طَهَ لِخَتْمِ حَيَاتِي
لِوَلَائِهِ أَنَا سَائِرْ
فِي سَفْرَةٍ لِنَجَاتِي
أَبْغِي الزِّيَارَةَ رِحْلَتِي
مَأْجٌورَةُ الْخَيْرَاتِ
فِي حُبِّ أَحْمَدَ حُجَّّتِي
نَهْجٌ إِلَى الْجَنَّاتِ