عبد الرسول الاسدي
لعل واحدة من أطرف المقولات التي تعلق بالذهن هي تلك التي القى بها وليم شكسبير ذات يوم وهو يقول( ستتعلم كثير من دروس الحياة إذا لاحظت أن رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار)
نعم انها نظرية مذهلة تعلمنا الكثير من التفاصيل حيال كيفية تعاملنا مع ما يحدث من حولنا من إشكالات . فبالنار لا يمكن أن نطفئ النار وكذا الكراهية والغضب والفضول والغيرة والحسد وغيرها من المشاعر السلبية التي لا يجب أن تكافح بمشاعر سلبية مماثلة لها .
حينها سينقلب العالم الى حلبة صراع مميت بل ربما الى حزن شبيه بذلك الذي أطلق عنانه دستوفسكي وهو يقول ان الرجال في العالم يجب أن لا يعيشوا شعورا سواه طالما ان الأمور تسير بالمعكوس وتنقلب على أصحاب المشاعر الطيبة !
لكن مهلا فالقلوب الطيبة المشبعة بالحب والود تعزف دوما على أوتار العافية في مقابل المشاعر الصاخبة العدوانية .
أتذكر هنا مقولة الشاعر نزار قباني وهو يقول : إذا أقبلت عليك المرأة فعليك أن تموت من أجلها لأن المرأة لا تقبل إلا على رجل تراه عظيما جدا .
العظماء يموتون من أجل المشاعر الطيبة والنيات الحسنة وليس بالضرورة في سوح المعارك
يكفينا أن نستعرض تلك الخطب التي القاها الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وهو يقود بضعة عشرات من الأصحاب أمام جيش عرمرم من الأعداء الساعين لقتله .
لقد أغدق الإمام عليه السلام تلاوين الحب والحوار والنصح مع أعدائه وهو يعلم أنهم يحملون في قلوبهم ضغينة كبرى بإتجاهه.
لكن ولأنه رسالي فلم يبادلهم الحقد بمثله أو الكراهية بما يعادلها .
ان زراعة الحب في قلوب الناس فن لا يناله إلا ذو حظ عظيم والطريق الممتد بيننا وبين الآخر لايمكن أن يتسع إلا لكم هائل من التفصيلات المتداخلة التي يمكن أن نصنع منها غابة من الحراب أو نحولها الى نوتة موسيقية جميلة .