عبد الرسول الاسدي
أشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها
تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي
وقال لها البدرُ المنيرُ ألا اسفري
فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ
لعل هذه المقدمة الشعرية لواحد من فحول الشعر العربي تختصر ماراثون التغزل بحواء عبر كل المواسم والفصول لكنها في ذات الوقت تضع الأصبع على جراحات عميقة في خاصرة المجتمعات التي تتلظى بالإشكالات والحروب بشتى ألوانها والتي تكون حواء في طليعة من يدفع الأثمان فيها .
ذات يوم قالت لي زميلة تدافع عن هموم المرأة أن لديها حلم يشبه حلم مارتن لوثر كنغ الذي كسر أغلال العبودية حول العالم في مسيرته المليونية التي أعلن فيها عن تفاصيل حلمه .
قالت ان عندها حلما آخر بلون البنفسج وإحساس الريح وإبتسامة الصندل . حلم أخضر …أصفر …أزرق …حلمي يختال على كل الألوان
فهي امرأة ….من بركان.
ولأن الشرق كانت في طليعة المؤسسات التي دعت لتمكين المرأة وعبور أشواط التحديات الجسام التي نواجهها سويا فان رحلة الألف ميل لم تبدأ بخطوة بل بقرار إتاحة الفرصة الواقعية للزميلات أن يرتقين ويشمخن ويعبرن عن شخصياتهن المهنية في مساواة بالظروف والفرص والتفاصيل العامة مع الأخوة الزملاء.
يقينا أن الخطوة التي قمنا بها لم تكن كمالية بل واقعية في فرز المساحات وإستلهام الدروس والعبر من تجارب طويلة كان فيها لنساء العراق الدور الأهم في حفظ ركائز المجتمع والدفاع عن الأسرة ومقدراتها يوم كان الرجل منشغلا بساحات الحرب أو العمل .
فشكرا لكل من شاطرتنا رغيف التحديات في رحلتنا من أجل الإرتقاء .