زهرة احمد بولحية
كل صباح …استيقظ على أمل
على أمل أن أعود إلى حمل قيثارتي و نثر باقة ياسمين..
على الطريق.. الطويل..
أقطع الشوارع
أعبر الانهار .. أعبر الأثير
.. هناك أقيم مسرحا .. مسرحا للروح يصقل الخوف..
و يصنع من دبدباته أغنيات لعصر..الأصيل.
فينهض ذهبيا كما عرفته أول مرة .. دورة الشمس
..بلا برد بلا عواصف ترعب الشفق الجميل..
فهناك في ذرى الجبال موقد للنار .. مدفأة تمر بها الرامسات خافضات الطرف.. لا يمسها شر مستطير..
هناك العزف يتم بأناقة الأنامل
التي تشذب لحن ..القصائد فتشذو الاصائل .. تراقص النجمات..وتميل..
هكذا أحب أن استيقظ.. ..نغمة ..زهرية .. أزرعني في عيون الشوك..
فيتطاير شره المكابر المستعر ..
فأمشي …
أمشي كجدار يشفع له التراب أن يستقيم..
أعلق نظري في سقف حلم بخيل..
أدندن يا سكون الليل: هل نجومك .. تخلفت عن سنوات الضوء..
هل تعرت من الهوية … و لم تعد تبعث النور الا بالقدر اليسير..
أمشي وخلفي ظلي حائر..
أحيانا يتخلى عني .. و يتبلد في السير ..
عيونه مرمدة كأنما يخشى أن يطأ أرضا مغمورة
يغامر من يدخلها دون جس لنبض التربة الحمراء..
ربما كانت حرارتها.. كوكر .. أو كبئر الهجير….
وحين تبزغ هامات النخيل.. بين فجاج الحلم
أجهد نظري .. في تملي وجه المصير..
تكاد تغتالني بنادق الأفق الملغوم ..بالمسامير وبالحديد. .
فجأة تعود الي هدأتي استردها بنفس مقطوع .. وأسير
فأقطع أصعب رحلة في تحفيز الذات على المغامرة ..و على الرحيل..