عبد الرسول الاسدي
يتسابق المسلمون لصيام شهر رمضان الكريم الذي خصه الله سبحانه بنزول القرآن على نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام نبي الرحمة والإنسانية والعدالة. ولأن الصيام يسمو في معانيه عن أن يكون مجرد إمتناع عن الطعام والشراب الى ما هو أرفع من ذلك من تطهير للنفس وسمو للذات وإنسجام مع المجتمع في الطاعة المطلقة لله سبحانه وتعالى فإن المتأمل في سلوكنا في رمضان يدرك تماما معنى أن هذا الشهر هو شهر للرحمة .
فقد فرض الله سبحانه أن ننوي الصيام ، بمعنى أن لاننساق بلا وعي بل أن نترجم أولى خطواتنا العملية بقرار واضح وصريح يمثل المفتاح الرئيسي الذي يفتح لنا أبواب البركة والرحمة في شهر رمضان، والتي تحقق لنا المغفرة والسمّو الروحي.
ولهذا يدرج كثير من الناس على إستباق شهر رمضان الكريم بالصوم المستحب من باب ترويض النفس والحواس والهواجس على إستقبال الشهر الكريم بكامل الإرادة والإستعداد نفسيا وبدنيا .
الفرصة الذهبية التي يقدمها لنا الشهر الفضيل تتجلى في تطهير النفس من الشوائب والإقتراب الى الله تعالى بقلب سليم وجوارح طائعة ونفس مهذبة وكذلك تشجيع الآخرين على الإنخراط في هذه الممارسة العبادية والشعيرة الدينية المهمة بكل مايعني الإنخراط المجتمعي من عوامل قوة وتماسك وإعادة صيرورة ووحدة بوجه كل التحديات .
تبادل الزيارات أثناء الفطور وبعده تمنحنا فرصة لتجديد علاقاتنا وديمومة المحبة والود والإرتقاء بعلاقاتنا الإجتماعية الى مساحة بعيدة عن الرياء وقريبة الى طاعة وجدانية لله وإنسجاما بكل معاني التكافل وصلات القربى والتدافع من أجل غرس المعاني الأخلاقية الحميدة بين أبناء المجتمع .
هو شهر تحصين النفس ضد النزعات والميول وإعادة تجديد مصفوفة الأخلاق وإطاعة الوالدين وإحترام القانون وأداء الواجبات بنقاء وإخلاص ، وهو شهر التسامح وقبول الآخر والإبتعاد عن نزعة الأنا البغيضة الى مساحة سامية من التشارك في المسؤولية والقرار .
لا ينتهي الكلام عن أهمية هذا الشهر الكريم وحاجة كل المجتمع الى إعادة الضبط السنوي لإيقاعه فهنيئا لنا بالشهر الكريم وكل عام وأنتم بألف خير