عبد الرسول الاسدي
حراك رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني وموقفه الصلب في الأزمة القائمة حاليا يعيد الى الأذهان تلك اللاءات الثلاثة التي أطلقها العرب بمؤتمر الخرطوم عام 1967 حيث لا صلح ولا تفاوض ولا إعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب قبل أن تتبعثر على جادة المصالح والأهواء والتأجيل والتأخير . فمنذ لحظة الإشتباك الأولى في فلسطين والتي أشعلت جذوتها عملية طوفان الأقصى كان الموقف العراقي هو الأوضح والأكثر قوة وصلابة وبلا تردد في دعم القضية الفلسطينية وتسخير علاقات العراق وإمكاناته الذاتية لوقف العدوان والركون الى الحل الشامل والكامل للقضية الفلسطينية عبر إستعادة الحق المغتصب في الأرض وحق تقرير المصير .
ومنذ أن جلجلت عبارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أروقة الجامعة العربية معلنة أن ( ليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالح ويتنازل أو يتبرّع نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني، فالفلسطينيون هم أصحابُ الأرض والقضية)
صرنا أمام خط ممانعة جديد تتشكل ملامحة بالدبلوماسية العالية والحراك القوي على الأرض إسنادا للقضية الفلسطينية لأن العراق لا يداهن أو يلتف لحصاد المكاسب على حساب الدم الفلسطيني المراق مثلما تفعل بعض الأنظمة الأخرى التي تخاذلت ونكصت على أعقابها وهي تلهث وراء سراب التطبيع .
العراق أول من دعم القضية الفلسطينية بوضوح وهو الوحيد الذي يرفض أن يقول إسرائيل لأن ليس في أدبياته السياسية ولا الثقافية ولا أروقته المجتمعية وجود لمصطلح ( دولة إسرائيل ) ولعله من الدول القلائل التي تنحو بهذا الشكل الثابت والصلب . واليوم يعيد السيد السوداني إكمال المشهد بتشكيل حروفه الثابتة بالدعم والإسناد والعمل في كل المجالات لأجل أن لا يشن الكيان الغاصب مزيدا من أعمال القتل والترويع والتهجير بحق الأهل في فلسطين .وقد عرفت الولايات المتحدة حقيقة الثبات في الموقف العراقي وعدم التراجع أو التخاذل عنه في اللقاء الذي جمع السوداني ببلينكن وايضا في زيارته لطهران التي كانت في مجملها ترسيخا لذات الثبات وتركيزا على مسارات هي الأوضح رغم ضباب الأزمة .