عبد الرسول الاسدي
علاقة لبنان الجميل الحبيب بالاعتداءات الصهيونية طويلة ولعل سر التدمير الكبير الذي تعرضت له لبنان وعلى مدار عقود من الزمن يكمن في تلك الاصابع الدموية للصهاينة وحكامهم . فمنذ نهاية الستينات من القرن الماضي كان لبنان على موعد مع بداية الاعتداءات الصهيونية وابرزها تفجير الطائرات المدنية الجاثمة في مطار بيروت الدولي بعملية اشترك في تنفيذها حينها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو .
واستمرت الاعتداءات الاثمة لتطال الدولة اللبنانية ليكون ابرزها اجتياح بيروت في عام 1982 والذي كان من ابرز نتائجه تشكيل حزب الله اللبناني الذي اخذ على عاتقه تحرير لبنان من العدوان واجبار الكيان على الانسحاب من الاراضي اللبنانية بعد اعوام طويلة من المواجهة دفع فيها اللبنانيون والفلسطينيون اثمانا باهضة وتضحيات كبيرة.
سجل الهزيمة للكيان الصهوني في لبنان مزدحم وطويل ولهذا السبب فهو يعرف ان سلاح الحزب وامكاناته التضحوية والروح الاستشهادية التي يمتلكها هي التي ستحرز النصر حتى لو نجح الكيان في اغتيال قادة الحزب او امينه العام .
وقد شاهدنا في بيان الشيخ نعيم قاسم المستوى العالي من التحلي بروح المسؤولية والتاكيد على ان الحزب بخير بل عموم المقاومة بخير في لبنان وهي ثابتة على ذات المنهج الذي وضعه الامين الشهيد وتملك من الخيارات والرؤى ما يمكنها من ان تذيق العدوان اكبر الخسائر على الارض .
الغزو البري الذي يدعي العدو انه مجرد عمليات تكتيكية محدودة هو انتهاك لسيادة لبنان واستهداف لشعبها ولقواها المقاومة ومحاولة فاشلة من نتنياهو لاحراز انتصار يذكر قبل حلول العاشر من اكتوبر ذكرى مرور عام على انطلاق طوفان الاقصى.
بكل المقاييس والاعتبارات فان نشوة الانتصارات التي تحاول الحكومة المتطرفة تصديرها على انها واقع حال ليست سوى احلام فاشلة وامنيات ستخيب ويثبت فشلها على جدار المقاومة الصلب .