عبد الرسول الاسدي
في البدء وقطعا أبعدنا الله وإياكم عن الكذب في هذا الشهر الفضيل سواء كان كذبا ابيض أو اسود لكن من باب المفارقة أقول :
أعجبني مقال كتبه أحد الأصدقاء قبل أعوام عن إن العراقيين ليسوا في حاجة الى إطلاق ما يسمى بكذبة نيسان التي تستخدمها بعض الشعوب من باب الترفيه والنكتة لأن حياتنا تكتض بسلسلة طويلة من الأكاذيب المستمرة في كافة المجالات والميادين والمستويات للأسف .
فنحن شعب مبتلى بالمجاملات الإجتماعية التي تصل الى حد النفاق حسبما عبر عنها ذات يوم الرائد في علم الإجتماع الدكتور الراحل علي الوردي ، وللأسف فقد تحايلت علينا الأعراف الإجتماعية ان تزدحم جداول يومياتنا بسلسلة طويلة من تلك المجاملات الى درجة بتنا فيها نعزف عن الإشارة الى مواطن الخلل في سلوك الناس والأشخاص .
فاي كذبة اسوأ من تلك التي نمارسها على نطاق واسع من باب المجاملة!
المجاملات السياسية والحديث الناقم المستمر الساخط على الطبقات السياسية والحاكمين على مر التاريخ قد يتحول الى مجرد اكذوبة حين نشاهد تدفق المادحين والمتملقين الى هذا السياسي أو ذاك !
أتذكر هنا ما نقله لي أحد الأقارب القاطنين في أوربا عن التعامل مع رؤساء الوزراء هناك أو الساسة الذين قد يرشقهم المواطنون بالبيض الفاسد أو الطماطم تعبيرا عن السخط إزاء سياساتهم المالية أو الإقتصادية أو مواقفهم تجاه المهاجرين أو قضايا تخص حقوق الإنسان وغيرها لانهم ببساطة يعبرون عن وجهة نظرهم الحقيقية بلا تزلف وتملق وكذب .
أكاذيب مستمرة تمارسها السلطات علينا باغداق سيل واسع وكبير من الوعود غير القابلة للتطبيق في ظل ترنح السياسات والتهافت على الغنائم والمكاسب والمصالح .
الاكاذيب تطول على أيدي الدجالين من قارئي الطالع والفلكيين الذين يغدقون علينا الوعود جهارا نهارا بغد يتحقق فيها مالا ولن يصبح يوما ما من الحقائق .
فأي أكاذيب أكبر من هذه التي نعيشها ونحن صرنا كائنات تتحكم فيها مواقع التواصل الإجتماعي التي تنتشر فيها الإشاعات والأكاذيب أسرع من البرق وبشكل لحظوي وليس يومي !
لهذا أقول ان كل أيامنا تزدحم بسيل من الأكاذيب التي نكون مضطرين الى مسايرتها وربما تصديق بعضها في أحيان كثيرة.