عبد الرسول الاسدي
تربطني بالجنوب خيلاء قصة عشق لا تريد أن تنتهي ، لا تعود فقط لأن بداياتي كلها من هناك حيث عناق الضفاف لسعف النخيل وترانيم القصب والبردي بل لأن لجنوبنا المعطاء هوية عراقية خالصة.
فبين أعواد القصب أبحر كلكامش باحثا عن خلوده بين ماء الرافدين وطينه ليؤرخ مسيرة الإنسانية المضنية الأولى بنكهة عراقية خالصة. وهناك نقشت الإنسانية أول حروفها لتكون مدرسة تعلم الدنيا أبجديات الإرتقاء . وبين دجلة والفرات وحولهما
بدات حكاية المدن التي لا تغرب شموسها والحصون والأسوار
مثلما كانت الزراعة والتدجين والعجلات إبتكار أبناء هذه الأرض الطيبة
ومثلما برع الرافدينيون الأوائل في علوم الفلك والرياضيات وعلوم الطب والهندسة فقد تدحرجت حجارة الزقورات الى الأعالي في ذروة الشموخ السومري وكان لأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام صولة ينتصر فيها لله عز وجل.
ولأقدم مسلة للقوانين رقيها في تنظيم العلائق بين البشر كدستور حديث يحكم الناس .في جنوبي الوطن شاء الله أن تكون لحكايات الشمم قصص لا تنتهي في صراع البقاء على قيد الوطن والإنسانية والتأسيس لمستقبل شامخ عماده الوفاء والنقاء والإبتكار .
ولأن الجنوب أيقونة جمال الروح في الوطن الكبير فأن لأبناء تلك الأرض المعطاء حق كبير بثروات بلادهم لا يجب أن نغض الطرف عنهم خاصة وقد تضرر الكثيرون من قاطني الأهوار بسبب الجفاف وهلاك الحيوانات وغيرها من عوامل إنعدام فرص العمل في مدنهم الكبيرة .
لهذا آن الأوان أن يشعر إبن الحضارة التي تمتد الى عمق التاريخ أن العدالة قادرة على أن تعيد الأمور الى نصابها وتصحح ما اعوج منها في الفترات السابقة .