عبد الرسول الاسدي
تابعت مؤخرا مقابلة لمعالي وزير العمل الأستاذ أحمد الأسدي إنطوت على معلومات مهمة عن القروض التي قدمتها وزارة العمل للشباب للبدء بمشاريعهم الخاصة والمال الذي إنتهت اليه عشرات الألوف من تلك القروض !
أغلب القروض تحولت الى مشاريع زواج أو أنفقت وباءت الخطط المرسومة لتشغيل أولئك الشباب بالفشل وبنتائج غير جيدة وخلاف ما كان مرسوما لها .
تخيلوا معي إن بضعة عشرات فقط من تلك المشاريع الريادية وجدت فرصتها للنجاح بينما تقاعس الباقون عن تحقيق النجاح المرجو.
صحيح إن المبالغ التي رصدت لتلك المشاريع قليلة بمقياس سوق العمل لكن معاليه طرح فكرة مفادها : لم لا يقيم مجموعة من الشباب مشروعا مشتركا.؟
وماذا لو قدمت الوزارة مبلغا جيدا يكفي لإطلاق مشروع مشترك لمجموعة من الشباب المبدعين ؟
تذكرت هنا النصيحة التي سألني إياها أحد الخريجين المعتصمين قبل أكثر من عام يوم كنت أتجول بصحبة عدد من الزملاء في المؤسسة في يوم معايشة مختلف عن السياق المألوف بين أوساط الشباب المعتصمين .
سألني حينها ذلك الشاب : ماهو الحل البديل
فأجبته : هل قرأت كتاب ( الأب الغني والأب الفقير ) ؟ فأجابني بالنفي فنصحته أن يقرأ هذا الكتاب وسيتكشف بنفسه إن العمل في القطاع الحكومي ليس هو بالضرورة الأمل المنشود الوحيد لتخليصه من واقعه .
بعد شهور من تلك الحادثة كنت أقف عند مشروع شخصي ناجح لذلك الخريج مع
ثلاثة من زملاءه الذين قرروا مغادرة الخيم والشروع بأول خطوة في طريق النجاح.
لست قطعا ضد تعيين الخريجين لكني أنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب والبدء فورا في رحلة إستكشاف ماهو خارج الصندوق .
فمالم يقله معالي وزير العمل الأستاذ أحمد الأسدي في ذلك اللقاء هو نصيحة لكل الشباب الخريجين والباحثين عن فرصة في التقدم وتغيير مسارات حياتهم : فكروا بطريقة مغايرة ومبتكرة وستكتشفون ان الفرص المتاحة في القطاع الخاص وفي المشاريع الشخصية أكبر من مجرد شعارات وقد تنطوي على تغيير كبير في النتائج التي كنتم تحلمون بها ، بل وربما إنقلابا في المفاهيم .
كل أثرياء العالم لم يكونوا موظفين حكوميين وأغلبهم جرب وفشل وخاض مسارات عسيرة وعلينا أن نؤمن ان الكفاءة والإبداع اللتان يملكهما الشاب العراقي كفيلة بجعله سفيرا للإبتكار.