عبد الرسول الاسدي
تتكئ الجبهة الداخلية لأي بلد على منظومة من المفاعيل التي تكفل لها موقفا موحدا تجاه الأخطار وتضمن الحماية الكاملة من كل التهديدات المحتملة مثلما تقدم حلولا للإشكالات الحياتية الطارئة .
في هذا المضمار يلعب الإعلام دورا يكاد يكون مرعبا في تغيير البوصلة وقلب المعادلات وإحداث ألوان متعددة من الإرباك على كل المستويات حتى يكاد يكون اللاعب الأقوى بعد الأمن والإقتصاد بل لعله قادر على إرباكهما والتلاعب بالكثير من التفاصيل المنضوية تحتهما .
من هنا تبدأ أهمية الإعلام ومن هذا المنطلق يكسب الإعلام الرهان دوما في كونه الذراع الطولى التي تحقق الكثير من المكاسب في الساحة الداخلية مثلما في ساحة الخصوم والأعداء خاصة في عالمنا المتقدم تقنيا والمتطور رقميا وهو ما يطرح تساؤلات جمة عن كيفية التحصين والحماية اذا كان هذا السلاح متاحا للجميع في ذات الوقت ونفس التقنيات !
قد لا نكون موضوعيين في إجابتنا أو ربما يتهمنا الآخرون بذلك بإعتبارنا لسانا معبرا عن الإعلاميين ومن باب ان إظهار محاسن المهنة قد يكون أولوية تتفوق على الموضوعية ، لكن الحقيقة تقول شيئا آخر وهو أن الشهادة تأتي من خارج السرب الإعلامي وهي مخرجات لدراسات مستفيضة قامت بها مؤسسات بحثية رصينة أكدت ان الكلمة والمنشور والخبر والتعليق بل حتى الكاريكاتير يمكن أن يكون مؤثرا وداعما وسلاحا في التحديات الصعبة .
ما نرصده اليوم في الحرب الضروس التي تخوضها منطقتنا ان الإعلام يلعب دورا هائلا وكبيرا في محاولات التأثير على الخصوم بل ومحاولة تسديد ضربات توصف بالقاضية الى الجبهة الداخلية مثلما على المقاتلين في الصفوف الأولى وصناع القرار في الوقت ذاته .
هذه الأهمية تجعلنا في هرم المسؤولية لهذا نتنكب هذه الأمانة الثقيلة في منتهى الحذر والدقة لدفع ضرر الإعلام المضاد وإشاعاته ودعاياته المغرضة عن مجتمعنا وشعبنا وجمهور قضيتنا. فنحن نشاهد حجم التدافع لتحويل الإعلام الى قاذفة لهب يمكنها أن تحرق كل شيء بخبر أو منشور ولهذا نتصدى بقوة وبسالة لذلك في صحافة رسالية تؤمن بالوطن والقضية وتجعل وحدة الصف في المقام الأول لإصطياد أكاذيب الأعداء وخداعهم وتظليلهم.