البشير المشرقي. تونس
البين والشوق و التذكار والضجر
كيف المسافات يا مشتاق تختصر؟
وأنت وحدك والأرياح عاصفة
وكم ذكرت لهم عهدا وما ذكروا !
ما ضرني البعد لكن ضرني أسف
أن الأحبة بعد الوصل قد غدروا
حملتهم في الحنايا ما غدرت بهم
لكنهم أنكروا عهدي وما آعتذروا !
كانوا طيورا لكم حطت على شجري
لو يذكر الدوح و الأغصان والشجر !
وفجأة تركوا الأفياء موحشة
ما ودعوها وللأفنان ما نظروا
نأوا بعيدا فيا لهفي ويا أسفي
أكلما رمت وصلا ضامني سفر ؟
وفيت للصحب لا مينا ولا طمعا
لكنهم من معيني اليوم قد نفروا
تفرقوا في ديار لست اذكرها
وخلفوا النار في الأضلاع تستعر !
قل للأحبة مذ فارقتكم وأنا
مشتت الفكر لا نجم ولا قمر
أشتاق طلتكم والشوق منسكب
على الجوانح ، في الأرياح أنتظر
لو نسمة من شذاكم إن بي ظمأ
إلى الرياحين في الوجدان تنتشر
رحماك يا بين قد أثخنت مهجتنا
أذقتنا المر مذ أحبابنا هجروا !
أقول والقلب مهموم ومكتئب
نأي الأحبة لا يبقي ولا يذر !
فإن دنوا كانت الأيام باسمة
وإن نأوا غابت الأطياف والصور
أيرجع الدهر أياما لنا سلفت
ويرجع البين من ترحالهم قدر ؟
ويصدح الطير والأفياء وارفة
ويجمع الشمل عهد باسم عطر ؟
ونحن والنجم زاه لا يفارقنا
مثل الحساسين يهمي حولها المطر !