وسام حامد طاهر
لم تكن أمي إمرأة عادية ، كانت قوية وقاسية ما زالت صغيرة أربعون عام وما زالت تتمتع بشباب مدهش ؟ فهي أكبر مني بسنوات قليلة سبعة عشر عام فقط ما كان بيني وبينها ، لا تخاف من الصراصير ولا من الجربوع ولا من الفأر .. ولكنها كانت تخاف من أبي الستيني النحيل العاجز عن ممارسة دورة الليلي !؟ ، أنا الوحيد الذي يعرف بأن امي لا تخشى أي أحد من الرجال وأولهم ابي ،لديها أسلوب خاص في أخذ من تريد والصبر على هذا حتى وإن تطلب الأمر أعوام …..
في اليوم التالي اختلقت امي مشكلة مع أخي الصغير . وبدأت تبكي كان والدي منزعج من ما قاله أخي « هذا بيت والدي « أستمر حزن امي لأيام مع نوبات بكاء متقطعة كان والدي يحاول إرضاء أمي ولكن فشلت كل محاولاته.. بعد أسبوع جاء أبي بورقة بيضاء مكتوب عليها سند العقار المرقم 420 وكان المالك أمي … أبتسمت وقالت الآن لكل شخص في هذا البيت مساحة من يتجاوز الحدود سيكون في الشارع وكلامي موجة للجميع ومن دون استثناء؟!
بعد أسبوع تم إهمال أبي بشكل تام لم يعد كما كان الرجل المدلل ! .. اول اعتراض منه على أمي تم رمي كل ملابسه في الشارع وتم طردة ، بعد شهر لم يتحمل الصدمة مات والدي قهراً في بيت عمي … الحزن كالبركان في صدري حزناً على والدي وهناك غل وحقد على أمي وبدأت أفكر بطريقة أرمي بها أمي في الشارع كما رمت أبي ..
بعد أربعين يوم ارتدت أمي فستان أحمر ، وبعد ثلاثة أشهر تغيرت تصرفاتها وكأنها تبحث عن زوج جديد ؟!
لم يكن صديقي ياسر يملك ثمن علبه سجائر ، وهو يتمتع بجسد مثالي وسيم لدرجة كبيرة جداً ، كان الإتفاق معه سلس فقد قبل بنسبه قليلة بعد انتهاء فترة الصفقة …
كان الإتفاق زيارة ياسر للبيت ،، امي من فتحت الباب وجدت ياسر بكامل الأناقة وعطر مميز كادت تسقط على الأرض تمسكت بعمود سياج الحديقة كل ملامحها تقول بأنها وجدت ما تبحث عنه ، أصرت على أن يبقى للغداء ،توقفت أمي لمدة ثلاث ساعات في المطبخ رغم حرارة الجو لتجهيز الغداء طبخت كل شيء جلبت خمسة أنواع من الفواكة كانت السلطة رهيبة ، حتى أنا لم أكن أعلم أن أمي طباخة ماهرة لهذه الدرجة ،تضحك وتقول وأخيراً أتى من يستحق الوقوف في المطبخ لأجله ؟!
بعد شهرين من الحب والغزل والمشاعر المتبادلة وصدق الحديث والخروج والسهر كانت تفتخر به أمام النساء وتقول هذا حبيبي حتى اقتنعت بأن ياسر الرجال الذي ستكمل معه حياتها ، لم أكن أعلم بأن أمي تافه وضعيفة لهذه الدرجة ما كان ينقص أمي يا ترى وما كان تقصير أبي معها الإهتمام أم الشعور بالأمان أم الكلام الجميل ؟
طلبت أمي الزواج من ياسر ، لم يعارض ياسر بشرط واحد ، كانت أمي لا ترى أمامها غير ياسر الحياة أصبحت كلها ياسر كانت على استعداد أن تلبي ما يطلب ياسر ، طلب ياسر نقل ملكية البيت بإسمه حتى لا يشعر بالإهانة ويستطيع حماية زوجتة من أي شخص يعترض على الزواج ؟!
حب ياسر ووسامتة جعلت أمي تنفذ كل شيء ومن دون تفكير جلب ياسر سند البيت نجحت الخطة لعب دور العاشق باكمل وجة .. ولكن من يرمي أمي في الشارع ؟!
المالك الجديد للبيت هو من يتكفل بهذه المهمة ؟!
بعت البيت وحسب الاتفاق أخذ ياسر نصيبة غادر وإلى الأبد، جمعت اخوتي في بيت صغير يكفي لأربعة أشخاص وما تبقى لفتح مشروع صغير لنعيش منه بأمان وكرامة ، كنت راضي عن نفسي فقد ثأرت لأبي ولم أشعر بالندم لنهاية أمي كانت تستحق هذه النهاية .. أمي ما زالت جالسة على عتبة الباب وتقول هذا بيتي بعد أن إخراجتها الشرطة خارج البيت بالقوة .. عادت أمي لنا ولكن بشروط أن لا تتكلم إلا أن سألها أحد منا ، وإن تقف في المطبخ من الصباح حتى المساء لخدمة الجميع ، وافقت دون شرط أو قيد …..