عبد الرسول الاسدي
حين اخترنا أن نكون صحفيين لاح في الأفق ذلك الكم الكبير من التعب والشوك و ومصارعة ومقارعة الباطل، لكنا لم نكن نفكر أبدا أن هذه المهنة يمكن أن تكون
جسرا يمتد من مشرق الوطن الى مغرب الحلم ، بهي بما يحمل على عاتقيه من
تفاصيل مهابة لشموخ إستثنائي مهم .
فمنذ بدايات الصبا عشقت هذه المهنة المدججة بالمتاعب وأنا اقرأ ذلك الكتيب الأنيق ( صحافة بلا دموع ) الذي صدر عن الموسوعة الصغيرة للكاتب رادفورد ايفانز ومن ترجمة الأستاذة باحثة الجومرد الذي كان يمثل نقلة نوعية في مضمار إضاءة درب الصحافة للناشئين ومن يسعون لأن يصبحوا من حملة الأقلام ورواد مهنة المصاعب الفذة .
حينها قرأت بامعان ودونت ملاحظات مثلما علمني ( على كل صحفي أن يدون كل ملاحظة وكل معلومة صغيرة وكبيرة وفي أي مكان وحول أي حدث ) وهكذا فعلت لاحقا وماتزال هذه المتلازمة حاضرة في أبجدياتي الصحفية والحياتية ايضا .
في تلك الفترة المبكرة من عمري كنت قد عزمت على المضي قدما في مشوار الصحافة وتحقق الهدف في الشرق لتكون البداية الحقيقية الواعدة التي تبشر بألف درب قادم يتوقد فيه خيلاء الكلمات ويصبح للحدث معنى وللكتابة حس خاص بها وهوية وكينونة تعنينا .
فما في الشرق ليس كما في سواها رددت هذه العبارة عشرات المرات في كل ما أكتب لأنها العنوان الثابت لمسيرتي في المؤسسة التي أصبحت لا تقتصر على الأخبار وصياغاتها ، بل كل أخلاقيات وأبجديات المهنة والحياة .
فالصحافة ليست مجرد أخبار بل إختبار لمدى قدرتنا على التعايش مع ما نملكه من أخلاقيات وما يحكمنا من مبادئ نتكئ عليها حتى حين تدلهم الدروب ويصبح بستان العطاء بإنتظار القطاف .
جاء العيد فهطلت علينا هذه المعاني الكبير فالعيد أصبح عيدين لأنه جاء بالتوازي مع عيد الصحافة وإشعاع الأمل المضاء بالتضحيات يكبر ليصبح بحجم الوطن وكلنا نسخة طبق الأصل من مشروع الشرق الدائم .