عبد الرسول الاسدي
بدأت المباراة ولفت إنتباهي أنها مثل كل المباريات تبدأ بماراثون لا ينتهي من التعليق لمعلق لبق، والبعض ربما يقلب القناة التلفازية الى غيرها بحثا عن معلق أكثر حماسة وأقدر على إدارة التعليق وسردياته طيلة المباراة بشكل مشوق.
ولعلي أتذكر أن هناك بعض البرامج التي كان يتبارى فيها الشباب من أجل فوز أكثر المعلقين قدرة على شد إعجاب وثناء لجان التحكيم …
التعليق لا يقدم أشياء كبيرة في المباراة لأننا نشاهد الفريقين ونعرف أغلب أسماءهم ومن يسجل ومن يهجم …لكن دوما نحن بحاجة الى مشاهدة المباريات بمعلق يتبع فريقنا ويسجل حماستنا ويزيد من تناغمنا مع المباريات .
نفس العمل يقوم به التوجيه السياسي والإعلامي في الوحدات العسكرية التي تخوض المعارك فهو يشد من أزر المقاتلين ويزيد من قناعتهم بالمشروع التضحوي الذي يبذلون من أجله .
إنتقل الى أي دولة تشاء تكتشف أن ما يقوله الإعلام التعبوي والتوجيه العسكري عبارات وجمل مقنعة لمقاتليه كما نفعل نحن مع أنهم على باطل ونحن على حق.
وهكذا تجري السياقات في كل مكان في العالم بل لقد ثبت بالدليل القاطع ان الإعلام أسهم في إندلاع ثورات وحدوث إنقلابات وربما إضطرابات هنا وهناك .
لكن الإعلام الحر له دور مؤثر وواضح لأنه إعلام ينقل الحقيقة التي نحن بأمس الحاجة اليها لأنها تلامس احتياجاتنا وأهدافنا وغاياتنا .
السر في سعادتنا كما يقول أحد الفلاسفة هو الحرية ، وان تكون سعيدا فهذا يعني أن تكون إنسانا حرا بالمقام الأول والأخير .
فالإعلام يساعد ويشجع ويكشف الحقائق ليكون حصاد السعادة النهائية من حصتنا نحن فقط ومعتمدا علينا بالدرجة الأساس .
تحضرني هنا المقولة الشائعة لجبران خليل ( يقولون لي إذا رأيت عبداً نائماً فلا تنبهه لعله يحلم بحريته، وأنا أقول لهم إذا رأيت عبداً نائماً نبهته وحدثته عن الحرية)
نحن هنا في الشرق نتحدث عن الحرية بالكلمة الشجاعة الناصعة ليكون بمقدور الجميع الإبحار في سفينة السعادة بأشرعة من ألق وتفان ومسؤولية.