سارة عاصي
حدثني عنِ النفاق ..
عن مسرحياتِ الوفاء المهترئةِ خلفَ ستارة الحقيقةِ
حدثني عن إغتيالِ المشاعر ..
عن التشدقِ بالحب و لوك مفرداتهِ بخبثٍ في قصيدٍ عفنٍ
حدثني عن الغدر و الخداعِ ..
عن سودِ النوايا و تردي الفضيلة في زمنٍ فاجرٍ
عن وحول الفكرِ و طمي الحروفِ على ورقٍ ذابلٍ
حدثني و حدثني و حدثني عمّا قالَهُ الحرفُ لكَ ..
عمّا باحَ بهِ بلحظةِ عُهرٍ و دنسٍ
حدثني … عمّا باغتَ قيصر بطعنةٍ فأردى صدقَهُ قتيلاً ..
عمّا كشفَ سرَّهُ بلحظةِ ضُعفٍ فأصبحَ للزانيةِ أسيراً ..
حدثني كيفَ ..
كيفَ لأثيري الروح أن ينحدرَ إلى دركٍ أسفل
تُمحى بهِ مزاميرَ القدسيةِ
و يصبحُ هيكلهُ ضريحاً لكلِ عابرٍ وقحٍ ..
حدثني عن إنصهارِ طُهرِ عذراءٍ بجيفةِ باغيةٍ
و تَمَزُقِ أبيض ثوبها بنهشِ مخادعٍ دنيء ..
حدثني عن موتِ الأحاسيس و إغتيال النبضِ
عن حرق الملائكةِ و صرعِها على مذبحِ جسدٍ مُدنَسِ
يكفي !!! لا .. لا تحدثني ..
لا تحدثني عن إنتصارِ المأساةِ و إنتحارِ العشق
لا تحدثني عن نياحِ أراملٍ سوداء عندَ إقتراب الأجل ..
إبقَ صامتاً أخرساً معلقاً على صليبِ الخيانةِ
نازفاً في صقيعِ الردى حتى رمقِ الشهوة الأخير ..