د. محفوظ فرج
ها أنتَ معي
في دورةِ أزمانٍ بينَ الألفينِ
تلاقتْ أنفاسُكَ في أوردتي
فسرى خَدَرٌ أخّاذٌ في أوصالي
قلت : احملني بين ذراعيكَ
إلى مركزِ بوصلةِ الحبِّ المجنون( بمكناس)
كي يَمتَدَّ غنائي في أصقاعِ براري المسحوقين
على أرصفة المنفى
وإذا سألوكَ فقل إحدى المعشوقاتِ
أصيبتْ في عارض مَسٍّ أنسيٍّ
بعد رحيلِ الأبناء
قل : إِنَّ أحبتها المنكوبين
لا يمكنُهم أَنْ يطأوا عتباتِ مضاربِها
لي حينَ تَنسَّمْتُ عبيرَ القداّحِ ( بشحات)
أنْ ألقى( عَزَّةَ ) عند ضفافِ البحر الأبيضِ
تُمْسِكُ في كفيّ
وتمضي بي بين الآثارِ الرومانية
تقولُ : أتعرفُ ( نبع أبولو )
أقولُ : نعم مازال النبضُ العربيُّ
وراء سواقيهِ يبرقعُني برذاذٍ يحفرُ زخرفهُ
فوق الجدران
نعم مازال السِّحرُ الفاتنُ
في لفتاتِ بناتِ براعصةِ ( البيضاء )
يُطَوِّقُني بحنينٍ نحو المغربِ
الوجدُ القادمُ من وجدة
يحرثُ أرضَ الفقراء المنسيين
بلاحظِ تحنانٍ من أُمٍّ تُمْسِكُ في لقمتِها
وَتَمَنّاها للغائب
الوجدُ القادمُ من وجدة
يرقى بي في سُلَّمِهِ نحو الأهداب
على أوتار غنّاها (الدوكالي)
في تنهيدةِ غافيةٍ تحتَ شجيرةِ زيتون
ألقاني مرهوناً في بستانِ
لم تألفْهُ عصافيرُ (الكسرة )