عبد الرسول الاسدي
لعل المضحك المبكي أن يلومنا البعض حين نتسابق للكتابة عن الإنتصارات في غزة وعموم فلسطين الصامدة المقاومة في حين أن العوائل الغزاوية تتعرض الى مجزرة كبيرة لم يحدث مثلها من قبل بهذه الكثافة في القتل وتعمد الإيذاء.
وإذا كان دورنا الوجداني والإنساني والقومي بل والديني يحتم علينا أن ننتصر للمظلوم ونساند القضية الفلسطينية فان اللائم الذي يحملنا الكثير يغض الظرف عن حقيقة أن إسرائيل ترتكب الجرائم والمذابح بحق الفلسطينيين منذ أكثر من خمسين عاما بلا توقف كانت بحاجة الى هذه الصفعة المؤلمة التي تلقتها .
الزميل عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي الذي ظل يكرر أن إسرائيل كذبة وستطير مثل ريشة في مهب الريح عند أي عاصفة صغيرة لم يكن يتحدث بعيدا عن الوجدانية لأنه ينتمي الى القضية ومعسكرها وفي هذا ليس تجني على الحقيقة ولا تذويب للوقائع .
نحن أبناء الموضوعية والمهنية لكننا في ذات الوقت أبناء هذه الأرض التي مازالت يافعة تنبض كبرياء وعزة وتكتنز بالرجال وتخفق حماسة وتنبت أشجارها الإنتصارات .
عطوان قال بالحرف الواحد قبل أيام اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الإحتلال الأخير على سطح الكرة الأرضية وماحدث أكبر من معجزة .
نعم المعاجز تحدث ولن تنتهي ونحن مع غزة في جراحاتها مثل ما نقف مع مطلقي الصواريخ والمقاتلين الذين يذيقون الإحتلال الغاصب ألوان الخسارات والهزائم .
كل وجداننا ومشاعرنا تتجه الى هناك لأن قضية الأقصى وفلسطين هي الأولى في مركزيتها والأعنف في حجم الدموية التي إنطوت عليها من قبل الإحتلال الضاري وأكثر ما يستحق أن تكتب أقلامنا من أجله .