تعود قصة هذا المثل إلى العصور القديمة، حيث كان هناك رجل متزوج من امرأتين، إحداهما اسمها «حانة» والثانية اسمها «مانة»، وكان هناك فرق شاسع في العمر بين الاثنتين، فواحدة في سن الازدهار والشباب وفي مقتبل العمر، والأخرى يكسيها الشيب، ويملئ وجهها التجاعيد، واللون الأبيض هو الغالب على خصلات شعرها.. فقد كانت «حانة» صغيرة السن عمرها لا يتجاوز العشرين، بخلاف «مانة» التي كان عمرها يزيد على الخمسين، وهو الأمر الذي كان ملاحظ بشدة لدى الزوج، والذي كان يعيش مع كلاهما في بيتًا واحد، ويقسم الأيام بينهم بالتساوي.
وكان وقتما يذهب إلى حجرة الشابة التي مازالت في مقتبل عمرها، تنظر إلى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء، وتقول له: «يصعب على أن أرى الشعر الشائب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شابًا جميلًا».
وعندما يذهب الرجل إلى حجرة «مانة» المرأة الخمسينية صاحبة الشعر الأبيض، فتمسك لحيته هي الأخرى وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول: «لا أحب أن أرى شعرا أسودا بلحيتك وأنت رجل كبير السن».
وظل الرجل على هذا الحال أيام وأيام، إلى أن نظر في المرآة في صباح أحد الأيام، فوجد لحيته خاوية وقد قل منها الشعر كثيرًا، فشعر بالغضب الشديد وقام بإمساكها بعنف قائلًا: «بين حانة ومانة ضاعت لحانا».
ومن هذه الأحداث انطلق هذا المثل، معبرًا عن كون انعدام الموقف، والحيرة الدائمة قد تودي بك إلى ضياع ما تحب، والتى كانت تتمثل في هذه القصة بـ»لحيته».