بقلم/مراقب في الشأن الدبلوماسي
تعدّ الدبلوماسية العراقية واحدة من أعرق وأقدم الدبلوماسيات العربية بل والإقليمية في المنطقة وهذا التاريخ الطويل تجلى بالعديد من القضايا والأحداث التاريخية والسياسية والإنجازات المهمة التي من شأنها الارتقاء بهذا المفصل نحو الأفضل وبما يتمحور من حراك دبلوماسي عراقي لإنجاح قضاياه المصيرية ومحاولة الحفاظ على وحدة وسيادة البلد من التدخلات الخارجية وتعزيز الثقة مع الأطراف الإقليمية كون العراق يشكل نقطة تحول وارتكاز جيوسياسية في المنطقة بسبب موقعه الجغرافي وجزء من ملامح سياسته الخارجية المفترضة بعد ٢٠٠٣ تتمثل في السعي لإقامة علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية وتوسيع نطاق التفاعلات معها من خلال الاعتماد على روابط القيم الحضارية والثقافية والتاريخية مع دول المحيط وبناء المصالح المشتركة وذلك في إطار محاولة تأمين مصالح العراق الحيوية وتقديم مفاهيم جديدة في علاقات البلد الدبلوماسية قائمة على التوازن في علاقاته الخارجية وعدم التمحور والاصطفاف في المحاور الإقليمية وهنا نقول إن هناك رجال يعملون بشكل فاعل وأدوار رائدة في حلحلة الكثير من القضايا والملفات التي تخدم مصالح العراق الجديد وترجع كل ذلك إلى وجود مؤهلات دبلوماسية وإمكانيات فذة قادرة على توظيف هذا الدور الوطني لتحقيق مصالح وأهداف البلاد العليا والتاريخ يذكر بأحرف من نور هذا الأمر وبعد التغيير الذي حصل في العراق برزت أسماء في وزارة الخارجية العراقية شأنها شأن باقي المؤسسات في مساحة الوطن الذين اثبتوا دورهم الوطني الراسخ وتاريخهم المشرف اجتماعياً ومهنياً وعلمياً وثقافياً واليوم نسلط الأضواء على شخصية وطنيّة واجتماعية في هذه الوزارة هو السفير الدكتور أحمد نايف الدليمي والذي يستحق أن نتوقف على سفر ومسيرة هذا الرجل مسيرة فاعلة بذل فيها جهداً في صنع أدوات يجب ان نقولها و بإنصاف وبثقة عالية الرجل يعمل الان وكيلاً للوزارة في شؤون الإدارية والمالية والذي جاء من جامعة بغداد استاذاً في علم الاجتماع بعد ما رشح سفيراً في وزارة الخارجية وبعد انتهاء الدورة الدبلوماسية شغل مناصب عديدة منها سفيرا للعراق في نواكشوط وبعدها رئيس لدوائر عدة في مركز الوزارة وبعدها عيّن سفيرا لدى مملكة البحرين وبعدها رئيس الدائرة القنصلية إحدى دوائر الوزارة المهمة التي تأتي أهميتها كونها لها تماس مع المواطنين وعمل فيها فترة طويلة تمخضت بإجراء تغييرات كبيرة في مجال العمل واختصار حلقات الروتين السائدة في فترات سابقة وحقق قفزات نوعية في العمل حتى أصبحت هذه الدائرة محط إعجاب الجميع وبعدها عيّن سفيرا في القاهرة ومندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية وكانت هذه المحطة المهمة في تاريخ عمله الدبلوماسي والذي حقق نجاحا لافتا خلق أدوات السعي لتحقيق النجاح في تحقيق أهداف مصالح البلدين الشقيقين مصر والعراق وخلق مناخات مختلفة على الصعيد الاقتصادي والثقافي والسياسي فضلاً عن وجوده في الجامعة العربية والوصول إلى مستوى متقدم في مجالات عدة بين العراق والمجتمع العربي هذا فضلاً عن وجود جالية كبيرة ووجود أكثر من ثلاثين ألف طالب وطالبة توزعوا بين الجامعات المصرية والتنسيق لحلحلة مشاكلهم والسعي والتنسيق مع الخبرات العلمية الرصينة للشركات المصرية وزجها في ميدان الإعمار والتنمية للبلاد وعندما نختم مقالنا هذا ونتحول إلى ما يقوله هذا الرجل في أحاديثه في المحافل الدولية والعربية والمحلية وحتى الاجتماعية نحن نعمل على أساس القوة في تنفيذ سياسة عملنا هو الدفاع عن المصالح الوطنية ثم يشير بالقول إن الخلافات في المواقف السياسية التي ربما تكون فهي صورة من صور الديمقراطية إلا أن المبالغة فيها يضعف الموقف السياسي الخارجي للدولة ولابد لنجاح هذه السياسة مع اتفاق المجتمع على خطوط عريضة لتحديد المصالح الوطنية العليا تكون أهداف لنشاطات السياسة الخارجية وفي الدفاع عنها وهذا مانسعى إليه يقول الدليمي ويقول ايضا ان بلدنا حرص على جهد دبلوماسي هادئ وفعال و الوقوف بمسافة واحدة مع جميع الأطراف وفي حدود المسار الأخلاقي والقانوني وهذا تجسد من خلال توجيهات دولة رئيس مجلس الوزراء والسيد نائب رئيس مجلس الوزراء معالي وزير الخارجية الذين حرصوا على رسم هذه الخريطة بالشكل الصحيح واللائق وبقي شيء أود قوله إن أهم ما يمتاز به الدليمي هو إمكانياته الكبيرة في إحداث تغيير واضح وملموس في المنصب الذي شغله الان وقبل وهذا واضحاً للعيان لدى كل منتسبي الوزارة وله القدرة على بث روح الفريق الواحد وإشعال جذوة العمل بين العاملين بمعيته وهي إمكانية ربما لا يمتلكها إلا أشخاص موهوبين ولديه الآن فريق عمل متجانس يعملون بروح الفريق الواحد شعارهم العمل لاننسى انه ينحدر من عائلة عريقة لها حضور اجتماعي كبير وهذا جعله يتصرف بتواضع شديد اكتسب محبة الجميع قدم وعائلته شهداء من آجل الوطن وقام الدواعش إطفاء جذوة تاريخ هذه الأسرة من خلال هدم البيوت ومضيفهم العامر إلا أن الأيادي الخيرة إعادة بناء هذا الصرح الحضاري والاجتماعي ليكون شامخا باهله ليكون محطة لأبناء الوطن من الشمال والجنوب والوسط لحل النزاعات الاجتماعية تحية لوطننا الحبيب وهو ينجب رجالاً من هذا النموذج وسنتناول في عمود آخر رجل من رجالات الوطن في حلقات جديدة بعون الله تعالى.