د/ سامي الحسناوي
منذ 2003 ولحد الآن أصبح الفكر الإجتماعي لدى مختلف شرائح المجتمع العراقي والأفراد يتسم بالتنُّور والإنفتاح والمعرفة في مختلف الجوانب الثقافية والمهنية والإقتصادية وحتى السياسية، وذلك بسبب ماأحدثه التغيير بعد الفترة المظلمة من خلال إنتشار الوعي وتداول ثقافة الحوار لما أفرزه التغيير من حرية وإن كانت متواضعة،، وحرية الإعلام بمختلف وسائله، وكثرة الشبكات الإعلامية،، والإطلاع على ثقافة وأخبار الخارج سواء الدول الغربية والعربية،، بفعل الشبكة العنكبوتية وتطورها والسماح بها في العراق بعد كانت محظورة في تلك الفترة قبل 2003، هذا ماجعل الفرد العراقي يتابع الأحداث الدولية والمحلية والمتغيرات السياسية التي تحدث يومياً بشكل متسارع، ويعبّر عن رأيه بها ،، وخاصة الشباب العراقي الذي سجل حضوراً فاعلاً في المشهد السياسي العراقي،، فضلاً عن المآسي والنكبات والجرائم التي تعرض لها الشعب العراقي خلال العقدين الماضيين ،، بما فيها جرائم داعش والإرهاب الفكري والسياسي ،، هذا جعل الفكر لدى الفرد العراقي على درجة من الوعي جعلته يحاور ويناقش ماتجري من أحداث سياسية على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي ، وهذا يوصلنا الى قضية الإداء الحكومي في العراق الذي تعاقبت عليه عدة حكومات ،، ودور الأحزاب فيها ،، والمحاصصة وغيرها ،، جعلت المواطن العراقي بمختلف مستوياتية العلمية والفكرية يدلي برأيه بإداء الحكومات وصناع القرار السياسي بمختلف العناوين رئيس وزراء ورئيس جمهورية، ورئيس مجلس النواب، والوزراء ،، ورؤساء الأحزاب ،، وكل أصحاب الدرجات الخاصة،، ويشخص فشلهم أو فسادهم أو قصورهم بحق الشعب العراقي،، وقد وصل الحال الى فضحهم وشتمهم،، لكن للأمانة والحق لم نسمع في يوم من الأيام أي خبر سيء ومن هذا القبيل يمس السيدة الفاضلة الحاجة طيف سامي،، خاصة وقد شغلت منصب مدير عام الموازنة في وزارة المالية لسنوات طويلة،، وكانت ومازالت هي الشريان الحيوي في العملية المالية العراقية ومهندسة إنتشالها من الهاوية ،، هي في هذه الحكومة الحالية تسنمت منصب وزيرة المالية وجديره به،، رغم إنها لم تنطوي تحت لافتة أي حزب من الأحزاب الحالية التي نعرفها، ولكن فازت بهذا المنصب المهم بسبب كفاءتها العالية في الإداء الإداري والفني والعلمي والقانوني والنزاهة،، من خلال خدمتها الوظيفية بوزارة المالية،، ويُحسب لها دورها الفاعل في ظهور الموازنة الى النور بعد أنهكت صبر العراقيين لسنوات ،، وعطلت أعمالهم ،، ومجمل الحركة الإقتصادية في العراقية ،، لأن من المعروف بأن وزارة المالية هي عصب الحركة النقدية ،، والإقتصاد في أي بلد، إذن يجب أن يقال الحق وليس مدح بل من واجب الإعلام مثلما يشخص الفاسدين ويفضحهم،، من أقدس واجباته أن بسلط الضوء على الشخوص النزيهة والتي تؤدي واجبها في المنصب بما يرضي الله والمواطن والضمير،، والسيدة طيف سامي تستحق أن نذكر نزاهتها وإدائها المحصن بالقانون،، وماقدمته من خدمات جليلة سابقا والآن ومشاركتها الفاعلة في إرساء دعائم الموازنة الأخيرة ،، هنيئا لعراقنا بواحدة من نسائه الصابرات المجاهدات الحريصات على المال العام .