عبد الرسول الاسدي
في حياة كل منا معلمون كثر مروا عليه في مراحل مختلفة من مسيرته الدراسية والعملية وفي محطات الحياة المختلفة ، وقد ترك كل منهم في نفسه أثرا مختلفا بل إمضاء مميزا عن غيره . كل أولئك معا صنعوا نواة شخصية نحملها ونذروا جزءا من وقتهم وعمرهم وإهتمامهم من أجلنا .
فتحية وألف تحية لكل معلم ومعلمة في وطننا الأغر تشاركوا مسؤولية صناعة الجيل وصياغة أفكاره وتعبيد طريقه بالأمنيات الزاهرة وتطريزها بحب الوطن وإحترام القانون وطاعة الوالدين والحفاظ على الذوق العام والإهتمام بالسلوك العام وأن نكون أبناء بررة ومواطنين صالحين في مجتمعنا وبين أبناء شعبنا .
تحية وألف تحية لأولئك المعلمين الذي حملوا سلاح العلم مدافعين به عن الجهل والتجهيل وثابتين في مراحل الألم والحروب والخنادق والحصارات فكانوا يعلموننا كيف أن كل ظلام الدنيا يتقهقر في مواجهة سلاح العلم وان الإيمان مع العلم يمكنه أن يغير أمة ويصنع حضارة ويقرع نواقيس الخلاص من آفات الجهل والمرض واليأس .
في يوم المعلم العراقي في الأول من آذار نكون على موعد مع صناعة حياة جميلة يصنعها المعلمون الذين يقطفون أزهار عمرهم ليقدمونها لنا من أجل أن نزهر مشاريع حياة واثقة من نفسها ومحافظة على صيرورتها وثابتة في مضمار الكلمة والموقف وصناعة المستقبل.
ولعل هذه المناسبة فرصة لأن نعيد التذكير بما تحدثنا عنه طويلا عن أهمية الإهتمام بالمعلم صاحب أهم مشروع رسالي في العالم وبضرورة أن يحظى بكل الأهمية التي يستحق من كل النواحي مادية ومعنوية وقانونية .
مدارسنا تستحق ان تكون مثالية أو على الأقل مقبولة في بيئة صالحة تمكن المعلم من أن يقوم بواجبه وان يكون محميا بقوانين صارمة تجعل له المرتبة العليا في المؤسسة الحكومية وبين نظرائه في الدولة العراقية لأنه أستاذهم جميعا وكلهم تخرجوا من بين يديه .
كلنا مدينون للمعلم ولهذا يجب أن يكون لهذا الرمز الوطني حصته الأهم في مستوى معيشي مقبول وتأمين صحي وضمان إجتماعي وسكن لائق ووسائل معتبرة للحياة .فكل ما نقدمه أقل من القليل .فلولاه ما كنا .
فألف مبارك لكل الأسرة التربوية والتعليمية في العراق ونقول لهم : أنتم فخرنا.