شعر: مبارك بللو
نيجيريا _ شاعر كليّة زمزم
خريرُ الماء
في شعري
فُراتٌ…
تُوقِّدُ كيرَ نَاري بَوصَلاتُ
من اللَّاوعيِ
يأتِينِي شُرُودٌ
لِتُبْقِينِي لِجَيلِي الذِّكْرَيَاتُ
نَفختُ الرّوح…
في قَلبي وقَبْرِي
لِأُبْعَثَ حِينَمَا الشُّعَرَاءُ مَاتُوا
«قِفَا»
وَلِنَبْكِ من ذِكْرَى حَبِيبٍ
حَبِيبٍ خيَّبتْهُ الأُمنياتُ
كمائدة المسيح هناكَ منٌّ هنا سلوى هنالك فُلفلاتُ
هنا
كلّ الشّياطين القدامى
هنا سَجَدَتْ لِشِعْرِي حَامِلاتُ
هُو الصَّحراءُ فيه البحرُ يَجري
لِتَنبُتَ سُنبُلاتٌ يَابِسَاتُ
وراء المَاوَراء
هنَاك أسْعَى
لأَخْلقَ شاعرا فِيهِ الثِّقَاتُ
أراني في رُؤايَ ركِبتُ رأسي
وفي شَفَتِي، لساني أُغْنِيَاتُ
يُصَلِّي خمسَ مَرَّاتٍ خَيالي
لعلّ الشِّعرَ تَهْدِيهِ الصَّلاةُ
بنو الدّنيا
فَهُمْ مُذْ كَذَّبونِي
لِما بلَّغتُ كلُّهُمُ حُفُاةُ
وإنّي كلّما ورّيتُ سِرّي بِأخْيِلتِي تروق التَّورياتُ
أَنَا ابْنُ الأَبْجَديَّةِ
فَاسْئَلُونِي !!
وَشِعْرِي زَيَّنَتْهُ الفَلْسَفَاتُ
أُصَوِّرُ
سِلسِلاتِي بَيْدَ أنِّي رَسُولُ الشِّعْر عِندِي مُعْجِزَاتُ
وَلدْتُ من اللُّغاتِ لُغَاتِ شِعري
لِيفْهَمَها الأَقَاصِي والدُّنَاةُ
سَلِ الدّنْيَا..
سَلِ الأَيَّامَ عَنِّي…
أَنَا منْ أَنجَبَتْهُ الشَّاعِراتُ
ومن نّسبِ القصيدة
كان بَينِي
وبينَ الشَّاعريَّةِ آصراتُ
سَتَنْسَانِي المَنِيَّةُ يَومَ تَتْلُو…
قَصيدِي
كَيْ تُجَدِّدَنِي الحياةُ
أُجَدِّدُنِي وَأُولَدُ كلَّ يَومٍ
أَنَا وَحْدِي فَتًى لِي وَالِدَاتُ
«كَهُومَيْرُوس» أَعْمَى كَمْ رآنِي
رَآنِي حِينَ تَعْمَى المُبْصِرَاتُ
فَلاَ مَاءٌ
يُمِيتُ بُكَاءَ نَارِي
فَكلُّ المَاءِ في عَصْرِي فُتَاتُ
وَإِنَّ الشّعرِ
غَيبٌ طَلْسَمِيٌّ
وَلِي في عِلم غَيْبٍ تَجْرِبَاتُ
أَنَا في الأصلِ
زِنْجِيُّ القَصيدِ
وَمِثْلِي لَمْ تَلِدْهُ أمَّهاتُ
حَدَاثِيٌّ أَنَا
هَلْ فيهِ شَيئٌ
عَجِيبٌ إِنْ تُرَاوِدْنِي فَتَاتُ
غَدًا سَيسجِّلُ التأريخُ مِنِّي
مِنَ الإِبْداع ما نَقَدَ النُّحَاةُ
أَ ليس الحقَّ أنَّ العيشَ يَفْنَى
ولكنْ
فِيَّ لَنْ تَفْنَى الصّفاتُ
أنا منْ تُقْطَعُ الأَيدِي لأجْلِي
وَكَمْ مَاتَتْ لأبياتي بَنَاتُ